عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2015-04-11, 08:35 AM
مهند عبد القادر مهند عبد القادر غير متواجد حالياً
عضو شيعى
 
تاريخ التسجيل: 2014-10-03
المشاركات: 870
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mmzz2008 مشاهدة المشاركة
[align=center]ولماذا تشرق وتغرب عن موضوعك الاساس يا زميلنا وتتفرع الى ابن تيميه رحمه الله وحكاية مدينة العلم الذي لم يثبت.

سؤالك عن الحجه التي كان ابو بكر رضي الله عنه هو اميرها وقائدها وعلي ضمن امرة امير الحج الى ان تمت الحجه بكل اركانها
انما كما هي عادات العرب في مواثيقهم ان لا يؤدي العهود او تجاوزها الا اهل ذلك العهد وكان هنا هو الرسول صل الله عليه وسلم وقد طلب من علي كونه من اهل البيت قراءة ذلك على المشركين بالنيابه عن رسول الله لانه حسب العرف المتبع في قبائل العرب
لكن مسئولية اداء ركن الحج الاكبر (الركن الخامس) نيابة عن رسول الله كان بأمرة ابو بكر الصديق بكل ما فيه من تفاصيل
فأيهما اهم واكمل الأمره الكامله بتكليف من رسول الله ام مجرد قراءة ابلاغ المشركين بأنهم لن يحجوا عريانا مع المسلمين بعد ذلك العام ؟
فعلي كان في امرة ابو بكر رضي الله عنهما شئتم ام ابيتم يا شيعه
وابو بكر هو الامام الذي اختاره وكلفه رسول الله لقيادة الحج نيابة عنه
[/align]

فأنت يا رافضي اتيت بهذا الموضوع لتنتقص من خليفة رسول الله وصاحبه وخليله وحبيبه الصديق الصادق ابو بكر رضي الله عنه فجاء الموضوع باثبات امامة ابو بكر وخلافته بتكليف من رسول الله صل الله عليه وسلم كما ولاه لاحقا امامة الناس بالصلاه في مرضه عليه الصلاة والسلام


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم


ياصديقي العزيز انا لست هنا لكي انتقص من ابي بكر وعمر انا هنا لكي اثبت عدم صحة عقيدتك وانت تحاورني على نفس الاساس يعني انت عندما تريد اثبات عدم صحة امامة علي بن ابي طالب وهذا اعتبره انتقاص من حضرتك للامام علي وانتقاص للرسول صلى الله عليه واله وسلم

اما انت فلا تراه كذلك ....

وكذلك لو اني لا اطعن بهذ القضية حتى لا انتقص من ابي بكر ولا اطعن بتلك القضية حتى لا انتقص من عمر

اذن مالفائدة من فتح حوار مع المخالفين لكم ؟

اما بخصوص قضية ( امير الحج ) فلا تحاول اثبات الباطل بالوهم فانا احتج بقضية متفق عليها وانت تحتج عليه بالوهم

وحتى لا تكرر عليه ذلك اقرأ هذا واريد منك ان ترد على كل نقطة

اختلفت الروايات عند أهل السنة أنفسهم في اثباته، فالمتفق عليه بحسب رواياتهم هو أن النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل أبا بكر لتبليغ آيات البراءة لمشركي مكة في موسم الحج وبعد ذهابه بأيام أمر جبريل النبي (صلى الله عليه وآله) أن يبعث عليا (عليه السلام) لتبليغها، فأخذها علي (عليه السلام) من أبي بكر فذهب فبلغها، ثم يبدأ الاختلاف في الروايات فأكثرها تثبت رجوع أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله) كئيبا أو خائفا أو مستفسرا مستغربا وهو يقول: ((أنزل في شيء؟)).
فعلى هذه الروايات يكون أبو بكر قد رجع ولم يحج لعدم سهولة الذهاب والإياب للحوق علي (عليه السلام) بهم بعد مسير ثلاثة أيام ثم الذهاب إلى المدينة والرجوع إليهم مع سيرهم وعدم توقفهم، اضافة لعدم ورود النقل بذهابه وايابه في أية رواية من الروايات الكثيرة جداً ولو بإسناد ضعيف.
وهناك روايات آخر تذكر بأن أبا بكر لما رأى عليا (عليه السلام) قد التحق بهم وعلى ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سأله أمير أم مأمور ؟ قال علي (عليه السلام): بل مأمور، فهذه الرواية ان صحت فإنهم يستدلون بها على مواصلة أبي بكر لأمر الحج وتركه لأمر تبليغ البراءة لعلي (عليه السلام)، ولكن حتى لو صحت فإنه يرد على الاحتجاج بمجرد هذه الرواية بمواصلة أبي بكر الحج و جعله تحت امرة أبي بكر باننا لو دققنا في المعنى من ذلك القول وقارناه بقوله في رواية اخرى : أمير أم رسول، فانه يحتمل ان أبا بكر قد سأله هل أنت بأمرك من يريد أخذ آيات براءة وتبليغها أم انك رسول ومأمور من قبل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعضد قوله (عليه السلام) بأنه رسول ومأمور لا آمر بنفسي ومجتهد برأيي و أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أرسله على ناقته المعروفة والتي لا يستغني عنها بحال لكيلا يكذّب أمير المؤمنين (عليه السلام) أو يشكك بدعوته الارسال والامر بذلك منه (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبالنظر في الروايات والمواقف الاخرى فإننا نستطيع قول ما يلي :

أولا: ما يرجح كفة الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر فور وصول الامام علي (عليه السلام) كونها أكثر عدداً وطرقا مما يقوي ويصحح صدورها دون التي تذكر بقاء أبي بكر واستمراره ولا نستطيع الجمع بين الروايتين لأن الحادثة واحدة والفعل واحد ومتون الروايات متعارضة بل متناقضة فينبغي ترجيح احداهما على الاخرى وخصوصاً بما ذكرناه من قوة وكثرة اسانيدها وطرقها. وأكثرها تصرح بان يأخذها علي (عليه السلام) منه أينما لحق به ويذهب بها إلى مكة ليبلغها ولم تذكر الرواية الحج او الطاعة لابي بكر او المسير معه وتحت إمرته.

ثانيا: وكذلك عدم وجود أي حادثة سابقة او بعثة او غزوة او مهمة يكون فيها أمير المؤمنين علي (عليه السلام) مأمورا و ليس أميرا وقائدا إلا تحت إمارة وقيادة وامامة النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) خلاف أبي بكر و غيره فإنه قد تأمر عليهم غيرهم مما يجعلنا نجزم بعدم إمارة أبي بكر في تلك الحجة وعلي(عليه السلام) موجود فيهم وإلا لأرسله النبي (صلى الله عليه وآله) معهم منذ البداية او لبينت جميع او اغلب الروايات ذلك الامر المهم من إمارة أبي بكر للحج ولعلي (عليه السلام).

ثالثا: لم يذكر أحد المفضلين لابي بكر على علي (عليه السلام) أنه كان أميرا عليه في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو في الحج مما يدل على عدم وجود هذا الامر بل إنهم كانوا بأمس الحاجة لذلك يوم السقيفة ولم يستدلوا على فضل أبي بكر لا بالحج بالناس ولا بالامرة على علي (عليه السلام) بل ينقض عليهم سقيفتهم عزله حينئذ وعدم كفاءته وعدم خلافته لمقام النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله).
والأحاديث تنص بوجوب كون التبليغ من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) أو من هو منه كي يؤدي عنه و معنى (مني) يستعملها النبي (صلى الله عليه وآله) كثيرا بمعنى مشابهته واتباع طريقته وسنته و التزامه بالنبي (صلى الله عليه وآله) دائما ومطلقا وقد أكد ذلك سابقا بقوله لعلي (عليه السلام) كما رواه البخاري (انت مني وانا منك) وفي حديث آخر (علي مني و أنا منه ولا يؤدي عني الا علي) وهو حديث صحيح ايضا قد رواه الترمذي وصححه وأحمد و النسائي في الخصائص و غيرهم كثير.

رابعا: ان الرويات عموما تنص على ان النبي (صلى الله عليه وآله) بعث أبا بكر بتبليغ آيات براءة ولم تركز الروايات على بعثه كأمير للحج وخصوصا كون الحج في ذلك العام مختلطا فيه المسلم و المشرك والمتسترون والعراة و كذلك أحكام الحج كانت غير متكاملة بل مشابهة لحج الجاهلية بل لم يكن الغرض منها الا التبليغ والتهيئة لحجة الوداع. ولذلك أردفها النبي (صلى الله عليه وآله) بحجة الوداع دعا لها جميع المسلمين و قال عندها : خذوا عني مناسككم. فأي حج وأي مناسك قام بها أبو بكر وتشرف بإحيائها او نشرها او تعليمها للمسلمين فقد نقل ابن كثير عن ابن إسحق رواية فيها (ثم مضيا (أبو بكر وعلي) فأقام أبو بكر للناس الحج في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية ).
فالحج لم يكن مقصودا بل لانه يجتمع فيه المشركون فأوقعه النبي (صلى الله عليه وآله) في الموسم ليسمعوا البراءة والاحكام الجديدة في عدم جواز الطواف بعد العام بالبيت عراةً و غير ذلك تمهيدا وتوطئة لحجة النبي (صلى الله عليه وآله) في العام القادم وقد أقيلَ أبو بكر عن تبليغ البراءة فماذا بقي له ليستمر به ؟!

خامسا: ما روي من ذكر أمره ابي بكر في الحج فمداره والعمدة في إثباته على حديثين أحدهما موقوف على تابعي وهو حميد بن عبد الرحمن يقول بأن ابا هريرة قال بعثني أبوبكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر تؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال حميد بن عبد الرحمن بن عوف تم اردف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا فأمره ان يؤذن ببراءة قال ابو هريرة فأذن معنا علي في اهل منى يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. رواه البخاري عن ابي هريرة وهو يتعارض مع رواية غير البخاري لحديث ابي هريرة مثل رواية محرر بن ابي هريرة عن ابيه عند احمد والنسائي قال كنت مع علي حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مكة ببراءة فكنا ننادي ان لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ولا يطوف بالبيت عريان. .. فكنت أنادي حتى صحل صوتي.
فتلك الرواية لم يخرجها سوى البخاري وأما رواية محرر هذه فقد أخرجها وصححها كثير من أئمة الحديث والكتب المعتبرة غير البخاري ! فلا أدري من اين جاء البخاري بهذه الرواية لينفرد بها عن اقرانه من سائر المحدثين ؟!! وأما الرواية الثاني وهي رواية النسائي التي تصرح ببقاء ابي بكر في الحج فقد رواها عن ابي الزبير عن جابر وأبو الزبير معروف بالتدليس المعيب المسقط للرواية إذا لم يصرح بالتحديث عن جابر بالذات ولم يصرح هنا أبدا. فهي ساقطة كرواية البخاري عن ابي هريرة، التي ارى ان العلة والخلل في حميد بن عبد الرحمن بن عوف لافي ابي هريرة كما في سائر رواياته عن حميد كما أوضحنا.
وكذلك يرد ويشكل على رواية ابي هريرة ما قاله الطحاوي في مشكل الاثار هذا مشكل. .. فكيف يبعث ابوبكر أبا هريرة و من معه بالتأذين مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى علي ! وهذا يبين كذب رواية البخاري عن ابي هريرة لمخالفتها مشهور الروايات.
وأما رواية جابر فيشكل على الاستدلال بها أيضا أنها لا تنص على إمارة أبي بكر على علي (عليه السلام) لقوله فيها (فقال له أبوبكر : أمير أم رسول ؟ قال (لا بل أرسلني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببراءة أقرؤها على الناس. ..)

سادسا: وأما الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله) فيظهر منها المباشرة وعدم تأخره إلى ما بعد إتمام مراسم الحج، فإن أدوات العطف المستعملة فيها لا تدل على التراخي وإنما المباشرة والاتصال في الأحداث كقولهم (فرجع أبو بكر) و (فأخذت منه الكتاب فانصرف إلى المدينة وهو كئيب فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله). .) و هذا ما أثبته ابن حجر في فتح الباري ج 8 / 241 بقوله : قال العماد بن كثير : ليس المراد بان أبابكر رجع من فوره بل المراد رجع من حجته. قلت : ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة. ..، وأقول مجيبا : أن المسافة ليست قريبة أبدا فبعض الروايات تذكر أن البعث كان بعد ثلاثة أيام والأكثر تؤكد بان عليا لحق بهم عند الجحفة والجحفة اقرب إلى مكة منها إلى المدينة.
وكذلك لم تذكر آية رواية ولو ضعيفة أو موضوعة بأن أبابكر قد رجع والتحق بالبعثة (أن يتبعون ألا الظن وما تهوى ألا نفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) نجم / 23.
بل هناك رواية صحيحة و صريحة تؤكد إرجاع أبي بكر بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) فورا عن أبي بكر نفسه أن النبي (صلى الله عليه وآله) بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك. .. قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي (عليه السلام) ألحقه فَرفدّ عليَّ أبا بكر و بلغها قال ففعل فلما قدم على النبي (صلى الله عليه وآله) أبو بكر قال يا رسول الله حدث في شيء قال ما حدث فيك إلا خير ولكني أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني. قال ابن حجر في مجمع الزوائد. في الصحيح بعضه، رواه احمد ورجاله ثقات. ج3/ 238.

سابعا: أما ما ذكروه من علة إرسال النبي (صلى الله عليه وآله) عليا بدلا عن أبي بكر من عادة العرب عند نقض العهود بأن يأتي نفس من تعاهد معهم او قريبه لنقض العهد المبرم فباطل ومردود من وجوه منها : ـ
أ- أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان اعلم بهذه العادات وغيرها فكم من مشكلة تدخل بحلها (صلى الله عليه وآله) وكم من مشكلة رآها وصادفها بل كم من حديث يذكر فيها للصحابة عادات الجاهلية وأعرافهم لا سيما الحسنة منها لقوله (صلى الله عليه وآله) : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فلولا علمه بأخلاق وعادات وتقاليد العرب في زمنه و غير زمنه لما قال (لأتمم) فإتمامها يدل على إقرارها والاعتراف بها وهو فرع معرفتها والعلم بها، فلماذا لم ينتبه لذلك منذ البداية وكذلك أبو بكر فهو عربي وكبير السن فكيف غابت عنه تلك الأعراف والتقاليد حيث بعثه النبي (صلى الله عليه وآله) بل لو سلمنا عدم معرفتهما لذلك أو نسيانهما فكيف استغرب واستهجن عزله عن تلك المهمة معترضا سائلا :
انزل في شيء ؟ وكذلك لم يخبر علي (عليه السلام) ولا النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه العادة ليطيب خاطرة بل اخبره بان العزل إلهي لا عرفي ولا جاهلي !!
(أفحكم الجاهلية يبغون من احسن من الله حكما لقوم يوقنون)
ب- إن الروايات جميعا ذكرت تبليغ آيات براءة وليس في شيء من القرآن أو الروايات نقض لعهد سابق بل كل الروايات تشير إلى أن المهلة المحددة في القرآن بأربعة اشهر كانت لمن كان عهده لأقل من تلك المدة أو لمن لا عهد له مع النبي (صلى الله عليه وآله) أما من كان عهده يطول عن تلك المدة فعهده اليها فالبعث كان لتأكيد العهود واحترامها لأنقضها. فأين نقض العهد الذي يستدعي أن يحضر من عقده أو قريبه ؟ !! (مالكم كيف تحكمون)
ج- هنالك من هو اقرب من علي للنبي (صلى الله عليه وآله) نسبا ووجاهة عند قريش كعمه العباس وعقيل وغيره فلماذا أرسل علياً الذي أعتذر من النبي ـ كما في بعض الروايات ـ من عدم قابليته على الكلام بصوت مرتفع بين الناس فدعا له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال له أما أن أذهب أنا بنفسي أو تذهب أنت فوافق على الذهاب لخوفه على النبي (صلى الله عليه وآله) وفدائه بنفسه وقال (أن كان ولابد فسأذهب أنا) وهذا الإصرار من النبي (صلى الله عليه وآله) على علي يؤكد عدم صحة ادعائهم وخصوصا إن الروايات تؤكد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : (أما أنا أو رجل مني ) وقد أكد مراراً وتكراراً كما روى البخاري وغيره قوله لعلي (عليه السلام) : (أنت مني وأنا منك) وكذلك (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي ) فهذه المنزلة وهذا الاختصاص لعلي (عليه السلام) مع وجود غيره اقرب نسبا أو اكبر سنا أو اكثر قبولا عند قريش والمشركين والإصرار عليه (عليه السلام) لابد أن وراءه سرا ومغزى.
ع- بل هناك روايات كما في البخاري تنقل أن أبابكر أرسل أبا هريرة و آخرين يؤذنون في الناس وكان علي يؤذن معهم كما يدعي أبو هريرة فيناوبون معه فهل هؤلاء المؤذنون كابي هريرة و الآخرين الذين أرسلهم أبوبكر اقرب للنبي من أبي بكر وهل يصلحون لذلك اكثر منه فلماذا عزل إذن ؟!!

ثامنا: وعلى كل حال حتى لو صح انه ذهب للحج وأكمل المناسك فإنه لو تنزلنا وأثبتنا له ذلك فهي ليست فضيلة لان ذلك قد ثبت لمن لا فضيلة له ولا سابقة في الموسم الذي سبقه فقد أمر النبي (صلى الله عليه وآله) عتابا بن اسيد الذي أسلم في الفتح وكان من الطلقاء على الحج عام ثمانية بعد عمرته من الجعرانة (صلى الله عليه وآله وسلم) فهل هذا يعني أن عتابا بين السيد افضل الصحابة او انه صاحب سابقة وفضيلة وافضل اهل مكة !!؟ (مالكم كيف تحكمون) !!؟.
ولو طلبنا منكم الإنصاف والتعامل مع الفضائل على حد سواء فإنكم انتم لا تستطيعون ان تجعلوا هذا البعث فضيلة لانكم حكمتم سابقا على فضيلة واضحة لأمير المؤمنين بانها ليست كذلك وذلك حينما خلفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة عندما ذهب إلى تبوك وقال له : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) وقلتم بأن تخليفه على المدينة ليس فضيلة لان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خلف عليها سابقا اناساً عاديين كابن أم مكتوم وجعلتم النص المادح له ليس إلا تطييبا للخاطر وأولتموه شر تأويل مع ما ينص من عدم الفرق إلا في النبوة. اما حادثة أبي بكر ففيها العزل وأخذ براءة وفيها عدم ثبوت حجته من أصلها وفيها أن حجَّه كان كحج أهل الجاهلية وفيها أنه لم يمدح من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيها انه قد حج بالناس في السنة الماضية لحجه أحد الطلقاء. وكل ذلك وانتم تثبتون الفضيلة بل الأفضلية لأبي بكر بمثل هذه الأوهام وترفضون أي فضل لعلي (عليه السلام) ولو نص عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ( فما لكم كيف تحكمون) !!؟
(( ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))

أما مسالة الصلاة و التي اضطربت رواياتها كما اضطربت واختلفت روايات الحج ان لم نقل اكثر. ونحن نقول بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأمر أبا بكر بالصلاة في تلك الايام الثلاثة قبل رحيله إلى الرفيق الاعلى ونستدل على مدعانا بأمور منها : ـ

1- التناقض الشديد في الروايات فمرة تطلب عائشة من النبي (صلى الله عليه وآله) أن يأمر عمر بالصلاة وليس أبا بكر ومرة تطلب عائشة من حفصة ذلك بطلب من عائشة وأخرى أن أبا بكر طلب من عائشة أن تطلب ذلك وتقوله للنبي (صلى الله عليه وآله) وأخرى يؤمر عمر بالصلاة فيسمع النبي (صلى الله عليه وآله) صوته فيغضب ويقول لا لا. اين ابو بكر ؟ يأبى الله ذلك و المسلمون وأخرى يقدم أبو بكر عمر فيجيبه عمر بأنك أحق بها ولا يذكر رفض النبي لصلاته وأخرى يخرج النبي فينظر لهم و يبتسم ويرجع و أخرى يذهب فيصلي إماما واخرى مأموما خلف ابي بكر، و هكذا، فأيها نصدق وهو امر واحد وحادثة واحدة ؟ وهذه الأحاديث لا يمكن. ..
الجمع بينهما وكلها صحيحة عندهم !! وإجاباتهم عنها بتعدد الامر والحادثة و هذا لا يتلائم ولا يصح مهما فعلوا وأوّلوا مع أكثر الروايات فمثلا الرواية التي تذكر إمامة عمر للناس بالصلاة لم يكن أبو بكر موجودا حينها والروايات التي تذكر طلب عائشة وحفصة إمامة عمر بدلا من ابي بكر لا تذكر ان ابابكر غير موجود بل تذكر وجوده وإمامته وطلبهن لامامة عمر ان كان بعد امامة عمر ورفض النبي لها فذلك لا يعقل لان النبي اوضح رفضه ويكون طلبهن معصية واضحة. و ان كان طلبهن له قبل إمامة عمر فقد بيّن النبي (صلى الله عليه وآله) في جوابه لهن بأن الله يأبى ذلك والمؤمنون فيكف اجتهد عمر في مقابل النص وقام بامامة الناس بعد نص النبي (صلى الله عليه وآله) على عدم قبوله إمامته للصلاة بالناس

2- انكاره (صلى الله عليه وآله) على بعض نسائه وهو في تلك الحالة الشديدة انكارا لاذعا وهذا ايعني فداحة الفعل وخطورته، وقوله (صلى الله عليه وآله) لهن : مه انكن لأنتنَّ صواحب يوسف (عليه السلام)، وهذا التشبيه قال عنه الباجي كما في تنوير الحولك للسيوطي ج 2/220: أراد انهن قد دعون إلى غير صواب كما دعين فهن من جنسهن, وقال النووي قوله (صلى الله عليه وآله) : صواحب يوسف أي في تظاهر هن على ما يردن وإلحاحهن فيه كتظاهر امرأة العزيز ونسوتها على صرف يوسف (عليه السلام) عن رأيه في الاعتصام. .. آه المجموع شرح المهذب ج 4 / 242.
و أمام قول من قال بان وجه المشابهة في اظهار خلاف ما في الباطن او لكثرة الإلحاح فقط فذلك الفعل لا يستحق هذا التشبيه وهذا التوبيخ واخلاق النبي (صلى الله عليه وآله) ارفع من ان ينكر على نسائه ويشبههن بنساء عاصيات و هو على تلك الحال من عدم استطاعته الخروج للصلاة !! وخصوصا فإن نواياهن وما في الباطن الذي كشفه النبي (صلى الله عليه وآله) ولم تبح به إحداهن ابدا إنما كان نية حسنة وليس منكرا او معصية وإنما هو أمر مشروع بل مستحب. والمعروف لدى الجميع بأن صويحبات يوسف لم يكن منهن خلاف على يوسف ولا مراجعة له او الحاح في شيء وإنما افتتن بأسرهن بحبه وأرادت كل واحدة منهن مثل ما أرادت صاحبتها فأشبهن حالهن. ولهذا التفسير شاهد يدل عليه وهو ما رواه أحمد في مسنده ج1 / 356 عن ابن عباس قال (لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال ادعوا لي عليا قالت عائشة ندعولك ابابكر قال ادعوه قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر قال ادعوه قالت ام الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس قال ادعوه فلما إجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت فقال :
عمر قوموا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبابكر يصلي بالناس فقالت عائشة إن أبابكر رجل حصر ومتى لا يراك الناس يبكون فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج ابوبكر فصلى بالناس ووجد النبي (صلى الله عليه وآله) من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض. .. ومات في مرضه ذاك (عليه السلام) فهذا النص للحديث فهذا الشريف على ما عليه من ملاحظات ـ يدل قطعا على حال قوله (صلى الله عليه وآله) لهن (إنكن لا نتن صواحب يوسف) فطلبه (صلى الله عليه وآله) عليا وعدم طاعته في ذلك وأن كل واحدة منهن ارادت ما تحب وتريد لا ما يريده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي كل واحدة أرادت لنفسها ما أرادت الاخرى وهذا ما صدر من صواحب يوسف.
أما ما أوّله أكثرهم من ان النبي (صلى الله عليه وآله) اراد صاحبة يوسف لا الصواحب وكذلك قال انكن لانتن واراد عائشة فهو تحريف واضح وخلاف للظاهر بل يشهد على بطلانه شاهد واضح وهو قول حفصة لعائشة بعد هذا القول من النبي (صلى الله عليه وآله) (والله ما كنت لفأصيبَ منك خيراً) وقال نفس هؤلاء المؤولين لعلها تذكرت من عائشة ايضاً مسئلة المغافير. فهذا القول ألا يعني شمولها بقول النبي (صلى الله عليه وآله) وهل فهمت حفصة منه الالحاح البريء من الطلب أم التظاهر وطلب الفضل والاختصاص بخلاف إرادة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وصرفه عنها إلى ما يفرفدن.

3- إنكاره (صلى الله عليه وآله) لتلك الصلاة والاهتمام ببيان ذلك بوسائل متعددة على ما كان يعانيه (صلى الله عليه وآله وسلم) من ثقل ومرض فمرة يسمع عمر يصلي فيقول لا لا، يأبى الله ذلك والمسلمون ومرة يسمع ابا بكر يصلي فيخرج يهادى بين رجلين (علي والفضل) ورجلاه تخطان في الارض ويقولون وجد في نفسه خفة ـ فأي خفة هذه التي لا يستطيع معها لا المشي ولا الوقوف بل جلس وعزل أبابكر عن إمامته وبين رفضه ـ بسوء حالته وجلوسه ـ مع قوله (صلى الله عليه وآله) :
(إنما جعل الامام ليؤتم به فاذا صلى قائماً فصلوا قياما واذا صلى جالسا فصلوا جلوساً أجمعون) رواه البخاري ومسلم. وتأولوا ذلك أيضاً وقالوا إنه منسوخ بفعل النبي (صلى الله عليه وآله) الاخير في مرضه فهلا بين النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك النسخ أو فهمه أحد الصحابة بل ثبت ان اسيد بن حضير وجابر بن عبد الله الانصاري صليا بجماعة وهم قعود مرضى وأمروا جماعتيهما بالجلوس واثبتوا الحديث الذي سردناه في وجوب صلاة المأمومين جلوسا ان صلى الامام جالسا. فأي بيان بعد هذا يبينه النبي (صلى الله عليه وآله) برفضه لامامة ابي بكر وإبطال صلاته كما فعل مع عمر فقد نقل انهم تفرقوا عن عمر لما سمعوا النبي (صلى الله عليه وآله) ينكر إمامته ونقلوا ان ابا بكر قد أعاد صلاتهم لمّا رجع عن السفح الخ. . و يشهد لكلامنا قول السندي في حاشيته على النسائي ج2 / 100 حيث قال عند شرحه حديث مرض النبي (صلى الله عليه وآله) وصلاته : واستدل الجمهور بهذا الحديث على نسخ حديث إذا صلى جالسا فصلوا جلوسا. .. حتى قال : وهذا يفيد الاضطراب في هذه الواقعة ولعل سبب ذلك عظم المصيبة، فعلى هذا فالحكم بنسخ ذلك الحكم الثابت بهذه الواقعة المضطربة لا يخلو عن خفاء والله تعالى أعلم. . آه.

4- بعض الروايات تصرح وبعضها تشير إلى ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يصدر عنه أمر لأحد معين للصلاة بالناس فصلاة عمر بالناس بأمر عبد الله بن زمعة لا بأمر النبي وإنما قال له (صلى الله عليه وآله وسلم) : (مر الناس فليصلّوا).
(رواه أحمد ج 6/34) وكذلك الرواية الاخرى التي يرويها أحمد في مسنده (ج3/202) عن انس قال : لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرضه الذي توفي فيه أتاه بلال يؤذنه بالصلاة فقال بعد مرتين : يا بلال قد بلغت، فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع، فجعل روحي فداه بعد تبليغه وإنكاره عليهم ما عقدوه من جماعة بإمامة أبي بكر أو عمر المشيئة لهم بالصلاة أو عدم الصلاة كما قال تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، ويدل على إنكاره (صلى الله عليه وآله وسلم) لفعلهم وإصراره عليه رواية البخاري عن أنس (ان المسلمين بينما هم في الفجر يوم الاثنين و أبوبكر يصلي بهم ففجأهم النبي (صلى الله عليه وآله) وقد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك فنكص ابوبكر على عقبيه وظن ان رسول الله (ص) يريد ان يخرج إلى الصلاة وهم المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم فرحاً بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين رأوه فأشار بيده ان اتموا ثم دخل الحجرة وأرخى الستر وتوفي ذلك اليوم) ويتضح منها ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان في حالة صحية افضل من تلك وأنه قام لوحده ورفع الستر ووجه مستنير فلماذا لم يخرج ويصلي جماعة وقد صلى قبلها وهو يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض فإن كان هناك حريص على الجماعة كما تزعمون فيجب ان يكون هنا احرص كما هو واضح وإن كان بتلك الحالة يقصد التنبيه إلى إنكاره إمامة ابي بكر للناس فهنا الدلالة اوضح لانه يستطيع الصلاة معهم ولم يصل وكذلك نكوص ابي بكر وافتتان الناس واضطرابهم بل يصفهم في رواية حتى هم المسلمون ان يتركوا ما هم فيه من الصلاة..)

ولم يفهموا رضا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على حالهم كما يزعمون وإلا لما نكص وتأخر ابوبكر لما وجده من قدرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أداء الصلاة ولكن النبي (صلى الله عليه وآله) قد بين سابقا وانكر عليهم تلك الصلاة وهم بقوا على ماهم عليه مصرين فبين لهم إنكاره فعلهم بترك الصلاة معهم وهو قادر على الاداء أرخى الستر ومات من يومه (صلى الله عليه وآله) فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟
ولكلامي هذا شاهد في عزل النبي (صلى الله عليه وآله) لابي بكر في حياته (صلى الله عليه وآله) فقد روى البخاري (ج2 / 68) عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلغه ان بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلح بينهم في اناس معه فحبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحانت الصلاة فجاء بلال إلى ابي بكر فقال يا ابابكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك ان تؤم الناس قال نعم (إن شئت) فأقام بلال وتقدم أبو بكر فكبر للناس وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمشي بين الصفوف حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيق وكان أبوبكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمره ان يصلي فرفع ابوبكر يديه فحمد الله ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى للناس ) فهذا الحديث يدل على جرأة ابي بكر في امامة الناس دون أمر النبي (صلى الله عليه وآله) او حتى علمه وإنكار النبي (صلى الله عليه وآله) لفعله واضح من شقّه للصفوف وعدم إسكاته للناس حين صفقوا وأكثروا التصفيق بل فهموا كلهم وفهم أبوبكر بأن النبي هو الذي يجب ان يصلي وأنه غير راضف بهذه الصلاة بل استعان النبي (صلى الله عليه وآله) بالمصلين في الانكار على ابي بكر ولم يحاول الدخول من بيته كما تعوّد في سائر احواله بل دخل مسرعا حتى لا يشغله شاغل في البيت ليبين إنكاره بصورة مهذبة كما عودنا دائماً.

5- ومما يكذب التعيين ويصطدم معه مسألة إهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يصلي هو بنفسه وعدم إستسلامه للمرض الشديد الذي كان يعانيه فقد اغمي عليه ثلاث مرات و في كل مرة يصر على الخروج والصلاة بالناس ويتوضأ حتى يغمى عليه من شدة المرض ولم يترك ذلك حتى سمع اصواتهم يصلون فخرج فأنكر وفعل ما فعل بصلاته وخروجه وهو يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الارض وعزله ابابكر بل صلى قاعدا وبقي المسلمون قائمين مع قوله لهم (صلى الله عليه وآله) مرارا وتكرارا وتطبيقا (إنما جعل الامام ليؤتم به فإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا اجمعون) وبرروا هذه المخالفة بقولهم بأن ابابكر كان مأموما للنبي (صلى الله عليه وآله) والناس يأتمون بأبي بكر وهذه المخالفة وهذا التبرير أسوأ من الذنب، إذ لا توجد لدينا في الإسلام صلاة ذات إمامين بل ثبت ان هناك مخالفتين عند المسلمين في تصرفهم ذاك لا يمكن تأويله او قبوله فينبغي القول بأن المسلمين أختاروا أبابكر إماما برغم إنكار النبي (صلى الله عليه وآله) لذلك كما انكر إمامة عمر في السابق ويأتي ابو بكر بعد ذلك ليقدمه و يجيبه عمر بأنك اولى بها مني كما فعلوا في سقيفة بني ساعدة حذوَ القذة بالقذةَ ويشهد على قولنا هذا ما قاله ابن عمرو ابن عباس والامام علي (عليه السلام) للمسلمين حينما كانوا يبلغون أحكاما مخالفة للاحكام الصادرة عن الشيخين فيقول ابن عباس (ألا تخافون ان يخسف الله بكم الارض، أقول لكم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقولون قال ابو بكر وعمر)، (مسند أحمد ج1 / 337)، تذكرة الحافظ للذهبي ج3 / 837، زاد المعاد لابن القيم، سير أعلام النبلاء، عبد الرزاق في مصنفه وغيرهم) ويدل أيضا على تفضيلهم أبا بكر وعمر على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وميلهم لهما ومن دون دليل حديث ابن عمر في البخاري (كنا نخير بين الناس في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبابكر ثم عمر ثم علي ثم نترك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلا نفاضل بينهم) وعند ابن عساكر عن ابن عمر أيضا (كنا نقول في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من يكون الناس بهذا الأمر فنقول أبو بكر ثم عمر) وغيرها من أدلة وافية كافية تدعم ما ذهبنا إليه من ميلهم وانحرافهم عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) نحو أبي بكر وعمر الخ. ..

أخيرا فمما يبطل ذلك الأمر المزعوم : هو أن النبي (صلى الله عليه وآله) شدد وأكد في إنفاذ جيش أسامة وفيه كل شيوخ قريش حتى انهم اعترضوا كيف يولي فتى لم يبلغ مبلغ الرجال على شيوخ قريش واعترضوا وأبوا أن يخرجوا وقرعهم النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مريض يشتكي رأسه فخرج معصوب الرأس مرتقيا المنبر رادا عليهم كما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر قال (أمّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أسامة على قوم فطعنوا في إمارته فقال أن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا للأمارة. ..) وهذا الحديث يبين أن النبي (صلى الله عليه وآله) اراد ان يخرج الجميع سوى اهل بيته نفيراً عما وأمّر عليهم فتى صغيراً وكل ذلك قبل ان يمرض النبي (صلى الله عليه وآله) ولكنهم اعترضوا وأبوا الخروج والانقياد لعبد اسود صغير السن فمرض النبي (صلى الله عليه وآله) قبل أن يخرجوا فأخروا أنفسهم كثيراً والنبي (صلى الله عليه وآله) يزداد مرضه وهو يستصرخهم أنفذوا جيش أسامة حتى خرجوا ورجعوا وخرجوا وعسكروا قريبا من المدينة، ثم أصروا على المعصية، وحدث ما حدث من رجوعهم وتركهم النبي (صلى الله عليه وآله) مسجى وذهبوا ليتآمروا في السقيفة. فهذه أحوالهم وهذه طاعتهم فأنظر بإنصاف لقضية الصلاة وبعث أسامة فسترى ما فيهما من تشابه وقارن بين ارادة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإرادة البعض من المسلمين.
ولنا أن نسأل هنا كيف يأمر النبي أبا بكر بالصلاة و هو يعلم أنه بعثه في جيش اسامة !! ثم كيف يكون أبو بكر في المدينة ليؤم المسلمين في المسجد وهو خارجها معسكراً في بعث أسامة.
رد مع اقتباس