شبكة الشيعه العالميـــــــــــــــــــــــــه
الإمامة وأهل البيت ج2 - الإمام علي والإمامة
المستبصر الاستاذ الجامعي : محمد بيومي مهران
- الإمامة وأهل البيت ج 2 - محمد بيومي مهران ص 153 :
11- قوله صلى الله عليه وسلم : لا يؤدي عني إلا أنا أو علي
روى الترمذي في صحيحه بسنده عن أنس بن مالك قال
: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ببراءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا ، إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا ، فأعطاه إياه (2 )
* هامش *
( 2 ) صحيح الترمذي 2 / 183 . ( * )
ورواه الإمام أحمد في المسند ( 1 ) ، والسيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( براءة من الله ورسوله ) ، وقال أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسنه ، وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس ( 2 ) .
وروى الترمذي أيضا بسنده عن ابن عباس قال : بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر ، وأمره أن ينادي بهذه الكلمات، ثم اتبعه عليا ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق ، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القصواء ، فخرج أبو بكر فزعا ، فظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو علي ، فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر عليا أن ينادي بهذه الكلمات ( الحديث)
ثم روى عن زيد بن يثيع قال : سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة ؟ قال : بعثت بأربع : أن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، عهد ، فإلى مدته ، ومن لم يكن له عهد ، فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا ( 3)
وعن جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، بعث أبا بكر ، رضي الله عنه ، فأقبلنا معه، حتى إذا كان بالعرج ( 4 ) ، ثوب بالصبح ، ثم استوى ليكبر ، فسمع الرغوة خلف ظهره ، فوقف عن التكبير ، فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج ، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصلي معه ، فإذا علي عليها ، فقال أبو بكر : أمير أم رسول ؟ فقال علي : لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج ، فقدمنا مكة ، فلما كان قبل التروية بيوم، قام أبو بكر فخطب في الناس فحدثهم عن
* هامش *
( 1 ) مسند الإمام أحمد 3 / 283 .
( 2 ) فضائل الخمسة 2 / 342 - 343 .
( 3 ) صحيح الترمذي 2 / 183 .
( 4 ) العرج : موضع بن الحرمين ، على مبعدة 105 كيلا من المدينة ( مسيرة يومين وبعض الثالث ) - المغانم المطابة ص 251 . ( * )
مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام علي ، فقرأ على الناس سورة البراءة حتى ختمها ، ثم كان يوم النحر فأفضنا ، فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم عن مناسكهم ، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ، فلما كان
يوم النفر الأول ، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون ، وكيف يرمون ، فعلمهم مناسكهم ، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ( 1)
وجاء في حديث أنس ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا ينبغي أن يبلغ هذا ، إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا ، فأعطاه إياه ( 2)
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن زيد بن سبيع عن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتبعه بعلي فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه ، فانصرف أبو بكر ، وهو كئيب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل في شئ ؟ ، قال : لا إلا أني أمرت أن أبلغه أنا ، أو رجل من أهل بيتي ( 3)
وفي رواية عن عبد الله بن أرقم عن سعد قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر ببراءة ، حتى إذا كان ببعض الطريق ، أرسل عليا رضي الله عنه ، فأخذها منه ، ثم سار بها ، فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤدي عني إلا أنا ، أو رجل مني ( 4)
وروى النسائي في الخصائص بسنده عن أبي الزبير عن جابر : أن
* هامش *
( 1 ) أخرجه النسائي في السنن 5 / 247 ، والدارمي 2 / 66 ، والبيهقي 5 / 111 ، وأبو زرعة الدمشقي تاريخه ( 1 / 11 / 589 )
وابن أبي حاتم في تفسيره 4 / 339 ، والطبراني في المعجم الكبير 11 / 400 ، والخوارزمي في المناقب ،
والحاكم في المستدرك ، وانظر : محمد عبده يماني : علموا أولادكم محبة آل النبي ص 113 - 114 .
( 2 ) أخرجه الترمذي في التفسير 5 / 256 .
( 3 ) النسائي : تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 48 - 49 ( بيروت 1983 ) .
( 4 ) تهذيب الخصائص ص 49 . ( * )
النبي صلى الله عليه وسلم ، حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج ، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح ( 1 ) ، فلما استولى بالتكبير سمع الرغوة خلف ظهره ، فوقف عن التكبير فقال : هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الجدعاء ، لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج ، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنصلي معه ، فإذا علي ، رضي الله عنه ، عليها ، فقال له أبو بكر : أمير أم رسول ، قال : لا بل رسول ، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة ، أقرؤها على الناس في مواقف الحج ، فقدمنا مكة ، فلما كان قبل التروية بيوم ، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ، ثم خرجنا معه حتى إذا كان
يوم عرفة ، قام أبو بكر فخطب الناس فحثهم على مناسكهم ، حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه ، فقرأ على الناس ، براءة حتى ختمها ، فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم ، فلما فرغ قام علي رضي الله عنه ، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ( 2)
وروى النسائي بسنده عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني وأنا منه ، فلا يؤدي عني إلا أنا أو علي ( 3)
وروى النسائي بسنده عن سماك بن حرب عن أنس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، براءة مع أبي بكر ، ثم دعاه فقال : لا ينبغي أن يبلغ هذا ، إلا رجل من أهلي ، فدعا عليا فأعطاه إياها ( 4 )
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن حبشي بن
* هامش *
( 1 ) المراد بالتثويب هنا : الإقامة للصلاة ( النهاية 1 / 226 ) .
( 2 ) تهذيب الخصائص ص ( 49 - 50 ) .
( 3 ) تهذيب الخصائص ص 48 .
( 4 ) تهذيب الخصائص ص 48 . ( * )
جنادة ، قال ابن آدم السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني ، وأنا منه ، ولا يقضي عني ديني إلا أنا ، أو علي ، قال ابن آدم : ولا يؤدي عني إلا أنا ، أو علي (1)
ورواه أحمد في المسند ، وأخرجه النسائي في الكوفي كما في تحفة الأشراف ، ورواه ابن ماجة ، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (2)
وروى السيوطي في الدر المنثور في تفسير قول الله تعالى ( براءة من الله ورسوله ) ، قال : وأخرج ابن حيان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر يؤدي عنه براءة ، فلما أرسله بعث إلى علي
فقال : يا علي ، إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو أنت ، فحمله على ناقته العضباء ، فسار حتى لحق بأبي بكر فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شئ ، فلما أتاه قال : ما لي يا رسول الله ( وساق الحديث ) إلى ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عني غيري ، أو رجل مني ( 3)
وفي السيرة الحلبية : وفي كلام السهيلي ( في الروض الآنف ) : لما أردف أبو بكر بعلي ، رضي الله تعالى عنهما ، رجع أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله هل نزل في قرآن ؟ قال : لا ، ولكني أردت أن يبلغ عني من هو من أهل بيتي ، فمضى أبو بكر رضي الله عنه ، فحج بالناس . . . وكان نزول صورة براءة بعد سفر أبي بكر رضي الله تعالى عنه ، فقيل له صلى الله عليه وسلم : لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا صلى الله عليه وسلم ، عليا ، كرم الله وجهه في الجنة ، فقال : أخرج بسورة براءة ، وأذن في الناس يوم النحر - أي الذي هو يوم الحج الأكبر- إذا اجتمعوا بمنى ، فقرأ علي بن أبي طالب ،
* هامش *
( 1 ) فضائل الصحابة 2 / 594 ، وانظر 2 / 599 .
( 2 ) المسند 4 / 164 ، تحفة الأشراف 3 / 13 ، الرياض النضرة 2 / 229 .
( 3 ) فضائل الخمسة 2 / 347 . ( * )
كرم الله وجهه ، براءة يوم النحر ، عند الجمرة الأولى ، وقال : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أمرني علي كرم الله وجهه ، أن أطوف في المنازل من منى ببراءة ، فكنت أصيح حتى
صحل حلقي ، فقيل له : بماذا كنت تنادي ؟ فقال : بأربع ، أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، وأن لا يحج بعد العام مشرك ، وأن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عهد ، فله عهد أربعة شهور ، ثم لا عهد له ، وأول تلك الأربعة يوم النحر من ذلك العام ، وأما من لا عهد له ، فعهده إلى انقضاء المحرم ( 1)
وروى الإمام الطبري في تفسيره عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع ، وبعث علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهما ، بثلاثين أو أربعين آية من ( براءة ) ، فقرأها على
الناس ، يؤجل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض ، فقرأ عليهم براءة يوم عرفة ، أجل المشركين عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول ، وعشرا من ربيع الآخر ، وقرأها عليهم في منازلهم ، وقال : لا يحجن بعد عامنا هذا مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ( 2)
وفي رواية أخرى عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة ، فكنت أنادي حتى صحل صوتي ، فقلت : بأي شئ كنت تنادي ؟ قال : أمرنا أن ننادي : أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عهد ، فأجله إلى أربعة أشهر ، فإذا حل الأجل ، فإن الله برئ من المشركين ورسوله ، ولا يطف بالبيت عريان ، ولا يحج بعد العام مشرك ( 3)
* هامش *
( 1 ) السيرة الحلبية 3 / 232 .
( 2 ) تفسير الطبري 14 / 100 .
( 3 ) تفسير الطبري 14 / 104 - 105 ، وانظر روايات أخرى 14 / 105 - 107 . ( * )
وفي رواية عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن حسين بن علي قال : لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بعث أبا بكر الصديق ، رحمة الله عليه ، ليقيم الحج للناس ، قيل له : يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا علي بن أبي طالب ، رحمة الله عليه فقال : أخرج بهذه القصة من سورة ( براءة ) ، وأذن في الناس يوم النحر ، إذا اجتمعوا بمنى : أنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عهد فهو إلى مدته ، فخرج علي بن أبي طالب رحمة الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء ، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق ، فلما رآه أبو بكر قال : أمير أو مأمور ، قال : مأمور ، ثم مضيا رحمة الله عليهما ، فأقام أبو بكر للناس الحج ، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم في الحج التي كانوا عليها في الجاهلية ، حتى إذا كان يوم النحر ، قام علي بن أبي طالب ، رحمة الله عليه ، فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا أيها الناس ، لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطف بالبيت عريان ، ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
وروى ابن كثير في تفسيره : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غزوة تبوك ، وهم بالحج ، ثم ذكر أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عاداتهم في ذلك ، وأنهم يطوفون بالبيت عراة ، فكره مخالطتهم ، وبعث أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، أميرا على الحج تلك السنة ليقيم للناس مناسكهم ، ويعلم المشركين أن لا يحجوا بعد عامهم هذا ، وأن ينادي في الناس ( براءة من الله ورسوله ) ، فلما قفل ، أتبعه بعلي بن أبي طالب ، ليكون مبلغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكونه عصبة له ( 2)
* هامش *
( 1 ) تفسير الطبري 14 / 107 - 108 ، وانظر روايات أخرى 14 / 108 - 112 .
( 2 ) تفسير ابن كثير 2 / 519 - 520 ، وانظر : المستدرك للحاكم ( 3 / 51 ) حيث يروي أن النبي أرسل ببراءة أبا بكر وعمر ، ثم بعث علي فأخذها منهما . ( * )
وروى النسفي في تفسيره : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر على موسم سنة تسع، ثم أتبعه عليا راكبا العضباء، ليقرأها على أهل الموسم ، فقيل له : لو بعثت بها إلى أبي بكر ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل مني ، فلما دنا علي ، سمع أبو بكر الرغاء فوقف ، وقال : هذا رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما لحقه قال : أمير أو مأمور، قال : مأمور ، فلما كان قبل التروية خطب أبو بكر وحثهم على مناسكهم ، وقام علي يوم النحر ، عند حمرة العقبة فقال : يا أيها الناس ، إني رسول رسول الله إليكم ، فقالوا بماذا ، فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية ، ثم قال : أمرت بأربع ، أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة ، وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده ( 1)
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن علي رضي الله عنه قال : لما نزلت عشر آيات من براءة ، على النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا النبي صلى الله عليه وسلم ، أبا بكر ، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ، ثم دعاني فقال لي : أدرك أبا بكر ، فحيثما لقيته فخذ الكتاب ، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، نزل في شئ ؟ قال : لا ، جبريل جاءني فقال : لا يؤدي عنك ، إلا أنت أو رجل منك ( 2)
ولعل من الجدير بالإشارة هنا أن الفضل المسوق إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه ، وكرم الله وجهه في الجنة - في حديث براءة ، وكذا في غزوة تبوك - إنما سيق إليه عن قصد من سيدنا ومولانا وجدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، امتثل فيه أمرا سماويا تلقاه من ربه ، عن طريق جبريل عليه السلام ، ليكون الإمام علي هو المختار لهذين الموقفين ، لمزية فيه ، لا توجد في
* هامش *
( 1 ) تفسير النسفي 2 / 115 ، وانظر القصة في : تفسير المنار 140 - 141 ، تفسير القرطبي ص 2906 - 2907 .
( 2 ) الرياض النضرة 2 / 226 . ( * )
أحد غيره من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي بعثه بسورة براءة إلى أهل الموسم ، ونبذه ما كان للمشركين من عهد ، هذا الأمر كان يمكن أن يقوم به أي صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل إن أبا بكر ، أمير الموسم ، كان أحق به وأولى غير أن هناك ملحظا خاصا ، لا يتم هذا الأمر إلا به ، ولا يصلح له من الناس ، إلا من كان على وصف خاص ، مهيأ له ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي )، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال لعلي -
عندما اعتذر بأنه ليس لسنا ولا خطيبا - ( لا بد لي أن أذهب بها أنا ، أو تذهب بها أنت ) ، إذن فالأمر لا يقوم به ، إلا أحد رجلين : النبي أو علي ، ذلك لأن العهود والمواثيق التي يعقدها النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هي مما يحسب في ذمة
الشخص ، يتولاها المرء بنفسه ، أو من هو بمنزلة نفسه ، ومن ثم فقد كان انتداب رجل من أهل البيت النبوي الشريف أمرا لازما ، إذا لم يكن الرسول نفسه هو الذي يقوم به ، وذلك لأن هذه العهود إنما كانت مع قبائل لم تدخل الإسلام بعد.
ومن ثم فإن هذه العقود والمواثيق إنما كانت بين النبي والمشركين ، وبالتالي فإن من تعاقدوا مع النبي من المشركين لا يرضون أن يحلهم من هذه العقود ، إلا من كان طرفا فيها ، أو من يقوم مقامه من خاصة أهله ، ومن هنا كان اختيار الإمام علي لتبليغ آيات سورة براءة
بل إن المقريزي إنما يذهب إلى أن الإمام علي ، هو الذي عاهد المشركين ، ومن ثم فقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ، وحتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم ، هو الذي عاهدهم - وهو الأصح طبقا للنصوص - فإن العرب كانت إذا تحالف سيدهم أو رئيسهم مع آخر ، لم ينقض ذلك العهد ، إلا الذي تحالف وأقرب الناس قرابة منه.
وخلاصة الأمر ، أن الإمام علي بن أبي طالب ، كان هو وحده من بين الصحابة جميعا ، الذي هو بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم فقد تكرر في الأحاديث
الشريفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤدي عني ، إلا أنا وعلي ) ، وحين يعتذر علي بأنه ليس لسنا ولا خطيبا ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ، له ( لا بد لي أن أذهب بها أنا ، أو تذهب بها أنت ) ، وهكذا يضع النبي صلى الله عليه وسلم الإمام بمنزلة نفسه ، أفلا يكون هذا دليلا على أن عليا إنما هو خليفة النبي من بعده ؟ ( 1)
* هامش *
( 1 ) عبد الكريم الخطيب : علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975 ،
محمد بيومي مهران : الإمام علي بن أبي طالب 1 / 76 - 79 ( بيروت 1990 ) .
يستفاد من كل ما تقدم وذكر بتواتر الروايات عند السنه والشيعه ان ابو بكر رضي الله عنه انما بعثه رسول الله الى مكه ليكون اميرا على الحج والحجيج في تلك السنه - حقيقه اولى
يستفاد من كل ما تقدم وذكر بتواتر الروايات عند السنه والشيعه ان علي رضي الله عنه امر ليقرأ آيات سورة براءه في الحج تحت امرة امير الحج وقائده وهو ابو بكر الصديق رضي الله عنه - حقيقه ثانيه
يستفاد من كل ما تقدم وذكر بتواتر الروايات عند السنه والشيعه ان من ورع وخشية ومخافة الله سبحانه ان ابو بكر سأل رسول الله اذا هناك امر شرعي استدعى ان يجعل علي هو من يقرأ آيات سورة براءه ، فجاءه الجواب :
لا لا يوجد شئ من ذلك يا ابا بكر ،" لكن اعراف القبائل للعهود تتطلب ذلك. - حقيقه ثالثه
يستفاد من كل ما تقدم وذكر بتواتر الروايات عند السنه والشيعه ان الحجه تمت بقيادة وامارة ابو بكر وقراءة علي لآيات سورة براءه بعد خطب ابو بكر في جميع المشاعر المقدسه رضي الله عنهم. - حقيقه رابعه
يستفاد من كل ما تقدم وذكر بتواتر الروايات عند السنه والشيعه ان علي رضي الله عنه كان مأمورا وابو بكر اميرا في تلك الحجه. - حقيقه خامسه
ولي وقفات مع بعض العبارات التي اوردها الزميل في معرض رده :
اقتباس:
فانه يحتمل ان أبا بكر قد سأله هل أنت بأمرك من يريد أخذ آيات براءة وتبليغها أم انك رسول ومأمور من قبل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فعضد قوله (عليه السلام) بأنه رسول ومأمور لا آمر بنفسي ومجتهد برأيي و أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أرسله على ناقته المعروفة والتي لا يستغني عنها بحال لكيلا يكذّب أمير المؤمنين (عليه السلام) أو يشكك بدعوته الارسال والامر بذلك منه (صلى الله عليه وآله وسلم).
|
وأقول له احتمالاتك احتفظ بها لنفسك ليس لها مكان هنا.
اقتباس:
ما يرجح كفة الروايات التي تذكر رجوع أبي بكر فور وصول الامام علي (عليه السلام) كونها أكثر عدداً وطرقا مما يقوي ويصحح صدورها دون التي تذكر بقاء أبي بكر واستمراره
|
وانا اقول ان الروايات جميعها لم تذكر اطلاقا " ان الرسول عليه الصلاة والسلام او علي رضي الله عنه طلب استبدال ابو بكر من قيادة الحج ، انما فقط الذي ذكر هو ابلاغ المشركين بما وردج في آيات سورة براءه والدليل الروايات التي ذكرت ان علي هو مأمورا ورسولا "
كما ان الروايات اكدت ان ابو بكر رضي الله عنه ادى الحج كأميرا وقائدا للحج وخطيبا نائبا لرسول الله.
اقتباس:
فأكثرها تثبت رجوع أبي بكر للنبي (صلى الله عليه وآله) كئيبا أو خائفا أو مستفسرا مستغربا وهو يقول: ((أنزل في شيء؟)).
|
اين تحديد وقت الرجوع يا زميلي في الروايات ؟
بعض الروايات تقول انه اتى الرسول صل الله علبيه وسلم وسأله وبعضها تقول انه رجع للرسول ، لكن هل ذكر الوقت ؟
ابو بكر ادى مناسك الحج كأميرا للحج والحجيج ولما عاد سأل رسول الله.
وحتى ان رجع من وقته، فالامر لم يختلف فظل اميرا للحج وقائدا ولا يوجد اي روايه تفيد بعكس ذلك مطلقا.
فالثابت الذي لا يمكن نقضه هو ان ابو بكر رضي الله عنه كان قائد وامير الحج لذلك العام الذي كلفه فيه رسول الله صل الله علبه وسلم
اقتباس:
كذلك لم تذكر آية رواية ولو ضعيفة أو موضوعة بأن أبابكر قد رجع والتحق بالبعثة
|
ذكرت سابقا ان كلمة " رجع " لا تفيد بالرجوع الفوري وان كانت كذلك فبكل تأكيد ان الرسول لم يكلف ابا بكر بالخروج للنزهه وانما لتأدية مهمه نيابة عنه عليه الصلاة والسلام ولا يوجد اي روايه تخالف الروايات كلها بان ابو بكر ادى مناسك الحج قائدا واميرا ولا يوجد اي روايه اخرى تفيد بتأدية تلك الحجه برجل آخر غير ابو بكر رضي الله عنه.
اقتباس:
ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان اعلم بهذه العادات وغيرها فكم من مشكلة تدخل بحلها (صلى الله عليه وآله) وكم من مشكلة رآها وصادفها بل كم من حديث يذكر فيها للصحابة عادات الجاهلية وأعرافهم
|
هذا الاستشكال عليك يا زميلي وليس لك
اذا انت بتستشكل هذه ، فمن الاولى استشكال ان الرسول صل الله عليه وسلم ارسل ابو بكر اولا لترأس بعثة الحج وبآيات براءه ثم بعد 3 ايام او غيرها من الوقت يرسل علي بتأدية تلك القراءه !!!
فهذه على وزن استشكالك بالضبط
(مالكم كيف تحكمون)
اقتباس:
لو صح انه ذهب للحج وأكمل المناسك فإنه لو تنزلنا وأثبتنا له ذلك فهي ليست فضيلة
|
بل انها حقيقه لا يمكن لاحد ان ياتي بنقيضها.
وبلا شك انها فضيله كبيره ان ينيب رسول الله صاحبه وخليله وثقته ابو بكر الصديق وانه مقدما على غيره من جميع الصحابه .
اقتباس:
لانكم حكمتم سابقا على فضيلة واضحة لأمير المؤمنين بانها ليست كذلك وذلك حينما خلفه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على المدينة
|
بل نعدها فضيله ولولا ذلك لما دونتها كتب اهل السنه ونقر بها، لكننا لا نجعلها كما تحاولون انتم تأويلها لغير مقصدها الفعلي والواقعي. وكتب اهل السنه تفيض بذكر فضائل اهل البيت رضي الله عنهم ولا ينكر ذلك الا جاحد
************************************************** *
صلاة أبي بكر الصديق بالناس في مرض رسول الله
كتاب الموطأ للإمام مالك (179 هـ) الجزء1 صفحة170 كتاب النداء للصلاة باب جامع الصلاة
83 - وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليهوسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مروا أبا بكر فليصل للناس) فقالت عائشة : إن أبا بكر يا رسول الله إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء . فمر عمر . فليصلي للناس . قال (مروا أبا بكر فليصل للناس) قالت عائشة فقلت لحفصة : قولي له إن أبا بكر إذا قام فيمقامك لم يسمع الناس من البكاء . فمر عمر فليصل للناس . ففعلت حفصة . فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم (إنكن لأنتن صواحب يوسف . مروا أبا بكر فليصل للناس ) فقالت حفصة لعائشة : ما كنت لأصيب منك خيرا
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة161 كتاب الأذان باب حد المريض أن يشهد الجماعة
حدثنا عمر بن حفص قال حدثني أبي قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال الأسود كنا عندعائشة رضي الله عنها فذكرنا المواظبة على الصلاة والتعظيم لها قالت لما مرض رسول اللهصلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة فأذن فقال مروا أبا بكر فليصل بالناسفقيل له انا أبا بكر رجل أسيف إذا قام مقامك لم يستطع ان يصلى بالناس وأعاد فأعادوا له فأعادالثالثة فقال إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبيصلى الله عليه وسلم من نفسه خفه فخرج يهادى بين رجلين كأني انظر رجليه يخطان الأرضمن الوجع فأراد أبو بكر ان يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم ان مكانك ثم أتى بهحتى جلس إلى جنبه فقيل للأعمش وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى وأبو بكر يصلىبصلاته والناس يصلون بصلاة أبى بكر فقال برأسه نعم
رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش بعضه وزاد أبو معاوية جلس عن يسار أبى بكر فكان أبو بكر يصلى قائما
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة165 كتاب الأذان باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
حدثنا إسحاق بن نصر قال حدثنا حسين عن زائدة عن عبد الملك بن عمير قال حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه فقال مروا أبا بكر فليصلبالناس قالت عائشة انه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع ان يصلى بالناس قال مروا أبا بكرفليصل بالناس فعادت فقال مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف فأتاه الرسولفصلى بالناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة165 كتاب الأذان باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنينانها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلى بالناس قالتعائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له ان أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة166 كتاب الأذان باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة
حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله انه أخبره عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت عائشة ان أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء قال مروه فيصلى فعاودته قال مروه فيصلى إنكن صواحب يوسف
تابعه الزبيدي وابن أخي الزهري وإسحاق بن يحيى الكلبي عن الزهري وقال عقيل ومعمر عن الزهري عن حمزة عن النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة174 باب من اسمع الناس تكبير الامام
حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله بن داود قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه اتاه يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل قلت إن أبا بكر رجل أسيف ان يقم مقامك يبكى فلا يقدر على القراءة قال مروا أبا بكر فليصل فقلت مثله فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل فصلى وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين كأني انظر إليه يخط برجليه الأرض فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأشار إليه ان صل فتأخر أبو بكر رضي الله عنه وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير * تابعه محاضر عن الأعمش
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة174 باب الرجل يأتم بالامام ويأتم الناس بالمأموم
حدثنا قتيبة قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر ان يصلى بالناس فقلت يا رسول الله ان أبا بكر رجل أسيف وانه متى ما يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر يصلى فقلت لحفصة قولي له ان أبا بكر رجل أسيف وانه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر قال إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ان يصلى بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه خفة فقام يهادى بين رجلين ورجلاه يخطان في الأرض حتى دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب أبو بكر يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبى بكر فكان أبو بكر يصلى قائما وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى قاعدا يقتدى أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مقتدون بصلاة أبى بكر رضي الله عنه
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء1 صفحة175 باب إذا بكى الامام في الصلاة
حدثناه إسماعيل قال حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلى بالناس قالت عائشة فلت ان أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت عائشة لحفصة قولي له ان أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس قالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء4 صفحة122
أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها مري أبا بكر يصلى بالناس قالت إنه رجل أسيف متى يقم مقامك رق فعاد فعادت قال شعبة فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر حدثنا الربيع بن يحيى البصري حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض النبي صلى الله عليه وسلم فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت إن أبا بكر رجل فقال مثله فقالت مثله فقال مروة فإنكن صواحب يوسف فأم أبو بكر في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاري (256 هـ) الجزء8 صفحة145
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين ان رسول الله صلى الله عيه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي ان أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر ‹ صفحة 146 › فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا
مسند أحمد (241 هـ) باقي مسند الأنصار باقي المسند السابق
حدثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن أبيه أنه سمع عروة بن الزبير يقول قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه مروا أبا بكر فليصل للناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق وإنه إن قام في مصلاك بكى فمر عمر بن الخطاب فليصل بهم قالت فقال مهلا مروا أبا بكر فليصل للناس قالت فعدت له فقال مهلا مروا أبا بكر فليصل للناس قالت فعدت له فقالت مروا أبا بكر فليصل للناس إنكن صواحب يوسف
الروايات متواتره بطرق مختلفه عن تكليف وتأدية ابو بكر رضي الله عنه الصلاة نيابة عن رسول الله صل الله عليه وسلم
اقتباس:
قد روى البخاري (ج2 / 68) عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلغه ان بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلح بينهم في اناس معه فحبس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحانت الصلاة فجاء بلال إلى ابي بكر فقال يا ابابكر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد حبس وقد حانت الصلاة فهل لك ان تؤم الناس قال نعم (إن شئت) فأقام بلال وتقدم أبو بكر فكبر للناس وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمشي بين الصفوف حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيق وكان أبوبكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمره ان يصلي فرفع ابوبكر يديه فحمد الله ورجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى للناس )
|
1- خشوع ابو بكر رضي الله عنه في اثناء تأدية الصلاه ولا يلتفت
2- ان بلال لما طلب من ابو بكر تأدية الصلاه لانه يعرف مسبقا ان عنده علم من رسول الله ان ابو بكر هو من يؤم المسلمين في غيابه والا ان بلال ليس له الحق في امر ابو بكر بالصلاه
3- ان ابو بكر رضي الله عنه لما وصل اليه رسول الله صل الله عليه وسلم تأخر وتقدم رسول الله لمعرفته بوجوب تقدم الرسول في حال حضوره.
اما التشكيك في ذلك بموضوع جيش اسامه إذ كيف يكون أبو بكر يصلي بالناس وهو مأمور بالخروج مع جيش أسامة ؟؟؟ وللرد على هذا نقول :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والجواب أن هذا من الكذب المتفق على أنه كذب عند كل من يعرف السيرة ولم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر أو عثمان في جيش أسامة وإنما روي ذلك في عمر وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة وقد استخلفه يصلي بالمسلمين مدة مرضه وكان ابتداء مرضه من يوم الخميس إلى الخميس إلى يوم الإثنين اثني عشر يوما ولم يقدم في الصلاة بالمسلمين إلا أبا بكر بالنقل المتواتر ولم تكن الصلاة التي صلاها أبو بكر بالمسلمين في مرض النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ولا صلاتين ولا صلاة يوم ولا يومين حتى يظن ما تدعيه الرافضة من التلبيس وأن عائشة قدمته بغير أمره بل كان يصلي بهم مدة مرضه فإن الناس متفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل بهم في مرض موته إلا أبو بكر ) اهـ
وقال أيضا ( المطالبة بصحة النقل فإن هذ لا يروي بإسناد معروف ولا صححه أحد من علماء النقل ومعلوم أن الاحتجاج بالمنقولات لا يسوغ إلا بعد قيام الحجة بثبوتها وإلا فيمكن أن يقول كل أحد ما شاء
الثاني أن هذا كذب بإجماع علماء النقل فلم يكن في جيش أسامة لا أبو بكر ولا عثمان وإنما قد قيل إنه كان فيه عمر وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استخلف أبا بكر على الصلاة حتي مات وصلى أبو بكر رضي الله عنه الصبح يوم موته ) اهـ