عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2016-05-08, 08:25 PM
آملة البغدادية آملة البغدادية غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-09-05
المشاركات: 388
افتراضي

إنتقال صلاحيات المهدي الغائب إلى الفقهاء :

إن الهدف والغرض من هذا الافتراء ونسخ الدين بكامله هو انتقاله إلى مرحلة السيطرة على السلطة والشعب دينياً وسياسياً بعد أن قُطعت السبل للرجوع إلى أهم مصادر الدين الإسلامي وثوابته بغير رجعة ، ففي الكافي نص : ( و أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله ) .قال الهمداني الرافضي في شرح هذا القول : ( يتضح من التأمل و التدقيق في الرواية المذكورة ، التي هي الدليل لأساس على نصب الفقهاء في عصر الغيبة أن الفقيه الذي يأخذ روايات الأئمة و يتمكن منها ، يكون في موقعهم ، ليرجع الشيعة إليه في الأمور التي يجب أن يرجعوا فيها إلى الإمام ) .(7)
تتجلى مراحل الانتقال هذا في بدعة سفراء المهدي الغائب طويلاً وأبداً ، ومن المعروف أن السفراء المعنيين كان عددهم عشرون سفيراً كلهم من الفرس، ثم تقلص العدد إلى أربعة فقط أدعوا استلام رسائل من الإمام الحجة في أثناء غيبته ليكونوا بديلاً عنه لتولي أمر الشيعة، والمطلع على كتبهم يعلم النزاع الكبير الذي نشب آنذاك، ناهيك عن إدعاء السفارة لما عداهم بعقيدة التناسخ والحلول الكفرية، ولا ننسى أن أهم الخلافات كانت على استلام خمس المكاسب من عوام الشيعة . هل توقف الأمر على انتهاء عصر السفراء ؟
بالطبع لا ، فما زالت القريحة الحاقدة والعقول الداهية منبع لكل جديد . صرح آية الله العظمى (كما يسموه !) الخميني بصاعقة قلبت الموازين عندهم : ( قد مر على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف ، و قد تمر ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر ، في طول هذه المدة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معطلة يعمل الناس من خلالها ما يشاؤون ، القوانين التي صدع بها في الإسلام وجهد في نشرها و بيانها و تنفيذها طيلة ثلاثة وعشرين عاماً ، هل كان ذلك لمدة محدودة ؟ هل حدد الله عمر الشريعة بمائتي عام مثلاً ؟ و هل ينبغي أن يخسر الإسلام بعد عصر الغيبة الصغرى كل شئ ؟الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأن الإسلام منسوخ ... ) (8) . لاحظ كيف عبر بلفظ النسخ للإسلام .
وقال : ( إن المقياس في فهم الروايات آخذ بظواهر ألفاظها ، هو العرف و الفهم المتعارف … و إذا رجعنا إلى العرف في فهـم عبـارة ( العلمـاء ورثة الأنبياء ) و سألنا العرف : هـل أن هذه العبارة تعني الفقيه بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ؟ لأجاب : نعم ! ؟ لأن هذه الرواية تجعل العلماء بمنزلة الأنبياء ، و بما أن موسى و عيسى عليهما السلام من الأنبياء ، فالعلماء بمنزلة موسى و عيسى عليهما السلام ، و إذا سألنا العرف : هل أن الفقيه وارث رسول الله (ص) ؟ لأجاب : نعم ... فورود كلمة الأنبياء بصيغة الجميع ، إنما يقصد به كل الأنبياء ... حتى لو نزلنا العلماء منزلة الأنبياء بوصفهم أنبياء ، فإنه ينبغي إعطاء جميع أحكام المشبه بهم للمشبه ). (9)

وهكذا وضع قانوناً جديداً منح بموجبه جميع صلاحيات الإمام المعصوم للفقيه ، وهذا غيض من فيض هذا الدين المتجدد باستمرار والذي تعالى خطره عندما ظهر نفوذ الخميني عام 1968 ولم يكن معروفاً من قبل حيث استطاع بالتقية وبالاعتماد على التسامح والجهل بعقيدتهم للوصول إلى مبتغاه وإلى أعلى سلطة في العراق، وذلك عندما كان في النجف لفترة تقارب الخمس عشر سنة ، أي قبل سفره لاستلام الحكم في إيران بما أسماها (الثورة الإسلامية) ! التي من أول منجزاتها هي الحرب على العراق .

لم يعد خافياً على الكثير في عصر المعلومة السريعة أن يكتشف الباحث بسهوله على فساد هذا الدين ، فقد كتب الكثير من علماءنا الأجلاء عن عقائدهم وفندوا رواياتهم بل صدرت كتب من المهتدين أنفسهم عندما كشفوا الكثير من الأسرار الخافية لعقود ، ومنهم الدكتور الشيعى موسى الموسوى في كتابه الثورة البائسة وفيها كشف حقيقة الخميني وبروتوكولاته الصفوية حين قال :
(لم أشأ في يوم من الأيام أن أكون ممن يكتبون للتفريق بين الأمةالاسلامية حاشا لله.. لكن الحالة الفارسية بمخططاتها السرية قد أجبرتني أنيكون لي أنا الآخر وقفة صارمة، حتى يحين الوقت ويتحقق ما يؤكد سعي وتخطيط هذهالفئة الكهنوتية الفارسية لتخريب العالم وعندها لا يعد ما كتبته منالعبث ولا ما أتهم بسببه بالجنون لأن كل ما سأتناوله من خططهم السرية لايمت إلى عالم العقلاء الأسوياء بصلة وإنما جميعه من وحي الجنون جنونالعظمة الذي أحرق العالم كله مرات عديدة وها هو يستعد لهذه الإنقضاضةالفارسية الأخيرة.( أ.هـ

يتبع
__________________
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة 186

مدونة/ سنة العراق
مدونة /مشروع عراق الفاروق
رد مع اقتباس