[أبو جهاد الأنصاري]

جزاكم الله خيراً جميعاً يا إخوان ، والآن أبين ما جهل عنه ذاك السفيه الأخرق ، وتهرب منه منذ بداية المناظرة عندما سألته عن الحد بين التعطيل والتجسيم وبين الاعتدال ، فانبرى فى كل اتجاه ولا يلوى على شئ.
ونقول وبالله التوفيق أنه فى باب اسماء الله وصفاته فإن الأمة قد افترقت إلى رفين ووسط ، فأما الطرفان فهم المعطلة والمجسمة ، وأما الوسك فهم أهل السنة والجماعة.
فأما المعطلة فهم الذين بنفون صفات البارى سبحانه ، وأول هؤلاء وأخبثهم الجهمية المعطلة ، الذين نفوا جميع أسماء الله وصفاته ، وهؤلا ءقوم لا نشك فى كفرهم غذ أنهم كذبوابنصوص القرآ، الكريم وبصريح السنة الصحيحة ، التى لا تحتاج إلى تأويل ولا تفسير.
وللمعطلة دركات أدنىمن هذا ، فيليهم المعتزلة الذين يثبتون أسماء الله وينفون الصفات. فيثبتون أن الله هو السميع ، وينفون صفة السمع. وأدنى من ذلك الأشاعرة الذين يثبتون الأسماء ، وسبع صفات فقط لا غير ويسمونها صفات المعانى وهى : الحياة ، العلم ، القدرة ، السمع ، البصر ، الكلام ، الإرادة ، ثم ينفون ما عدا ذلك من صفات نفسية خبرية وفعلية ، ويؤلون اية صفة لله على أنها واحدة من الصفات السبع ، فيؤلون صفة اليد بالقدرة وهكذا ، وهذا باطل.

أما الطرف المقابل لهم وهم المجسمة الذين وصفوا الله بأوصاف خلقه ، ولهؤلا ءكلام كثير خبيث أربأ بالناس أن يعرفوه.

أما الفرقة الوسط والمنهج الوسط فهم أهل السنة والجمكاعة ، الذين يثبتون ما أثبت الله لنفسه وما أثبته له نبيه بلا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. فهو تنزيه بلا تعطيل ، وإثبات بلا تجسيم.