هل تتوافق الإمامة المزعومة مع مواصفات المناصب الإلهية المفصلة في القرآن ؟؟
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم وأيضا على لسان رسوله الكريم عن صفات الربوبية بالتفصيل وذلك من أجل أن نبقى على التوحيد ولا نقع في الشرك فننسب صفات إلهية لغير الله كما فعل ويفعل المشركين دائما؛ كما أن الله سبحانه وتعالى قد اخبرنا أيضا عن مواصفات البعثات الدينية وذلك حتى لا نقع في مصائد الدجالين؛ ومن أهم مواصفات البعثات الدينية تتمثل في كونها مفروضة من الله عز وجل أي ليست هي موضع اختيار من الناس؛ ودليل ذلك بأن الله جعل بعثاته حجة على الناس وهذا يستوجب فرضها وإظهارها وتثبتها وإلا كيف تكون حجة وهي شيء آخر خلاف ذلك كأن تكون باطنية أو سرية؛ ولو قرأنا قصص البعثات في القرآن الكريم لوجدناها جميعها تشترك في صفة رئيسية مهمة جدا وهي تثبيت الله للمبعوثين في مواجهة كل الضغوط والمصاعب المثارة عليهم من أقوامهم ثم زعزعة وزلزلة المكذبين؛ وهذا بديهي ومنطقي فالحق سوف يثبت ويبقى صلبا لأنه من الله القاهر فوق عبادة؛ والباطل سوف يتزعزع لأنه من الشيطان ومصيره أن يصبح هباء منثورا فهو كالسراب.
تزعم الشيعة أن إمامة علي كرم الله وجهه فرض ومقام ديني كالنبوة؛ فإذا كانت هي كذلك فلماذا لم يثبتها الله ولماذا لم يعصمه الله من الناس كما عصم رسوله الكريم؛ ولماذا أذن بقي المكذبين بإمامته المزعومة أكثر ثباتا على مر التاريخ منهم فالشيعة أكثر افتراقا وزعزعة من غيرهم؛ الا يخالف هذا كل قصص البعثات الدينية في القرآن.
ولو كانت الإمامة منصب إلهي فلماذا يقبل علي كرم الله وجهه أن يجلس مع الستة ليختاروا خليفة؛ ولو فرضنا بأن الاختيار وقع عليه؛ فهل هذا ينسجم ويتوافق مع مواصفات المنصب الإلهي؛ وهل يعتبر مقامه في هذه الحالة مقاما دينيا أم مجرد منصب باختيار الجميع!!!.
تزعم الشيعة بأن الاستدلال العقلي لا بد وأن يؤكد إمامة علي كرم الله وجهه وذلك من حيث أنه لا بد من أن يخلف النبي شخصا من شاكلته أي مثله "على حد تعبيرهم" ؛ فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يكن علي كرم الله وجهه مثل النبي علي الصلاة والسلام في كل ما مر به؛ ولماذا لم تأتي نتائجه كما كانت نتائج النبي.
فالمفترض أن يكون علي كرم الله وجهه مثل النبي عليه الصلاة والسلام في النتائج أيضا؛ وإلا فما الحكمة وما الداعي بأن يكون مثل النبي في المقام ثم لا يكون مثله في النتائج!!!
وهذا حديث علي كرم الله وجهه يصف حاله مع اتباعة في الكوفة فيقول: يا أشباه الرجال ولا رجال، حُلوم الأطفال، وعقول رَبَّات الحِجال، لوددتُ أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة حزتُ والله ندماً، وأعتبت صدماً قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وأفسدتم عَلَيّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع.
ونحن لا نطعن في سيدنا علي كرم الله وجهه ولا ننتقص منه والعياذ بالله؛ بل نحن نحبه أكثر من الشيعة؛ والهدف من هذا الحديث هو اثبات انه ليس كمثل النبي عليه الصلاة والسلام؛ فالنبي وعندما فر الناس عنه يوم حنين قال ما يلي: أين أيها الناس ؟ هلموا إلي ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبدالله .؛ فكانت هذه الكلمات كفيلة في إعادة تنظيم صفوف المسلمين.
فأنه لا أحد في الدنيا منذ أن خلق الله الدنيا مثل محمد عليه الصلاة والسلام؛ يا حبيبي يا رسول الله.
|