جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
الأسس التي قام عليها دين الشيعة الإمامية الاثني عشرية واستحالة التقريب بينهم وبين أصول الإسلام في جميع مذاهبه وفرقه لمحب الدين الخطيب تعظيم قاتل عمر وقد بلغ من حنقهم على مطفئ نار المجوسية في إيران، والسبب في دخول أسلاف أهلها إلى الإسلام، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن سمَّوا قاتله أبا لؤلؤة المجوسي بـ"أبي شجاع الدين". روى علي بن مظاهر -من رجالهم- عن أحمد بن إسحاق القمي الأحوص (شيخ الشيعة ووافدهم) أن يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الأكبر ويوم المفاخرة ويوم التبجيل ويوم الزكاة العظمى ويوم البركة ويوم التسلية. " عقدة الحكم" ومن أبي بكر وعمر وصلاح الدين الأيوبي وجميع الذين فتحوا للإسلام ممالك الأرض وأدخلوها في دين الله، والذين حكموها باسم الإسلام إلى هذا اليوم الذي نحن فيه -كل هؤلاء في عقيدة الشيعة التي يلقون الله عليها- حكام متغلبون ظالمون ومن أهل النار، لأنهم غير شرعيين ولا يستحقون من الشيعة الولاء والطاعة الصادقة والتعاون على الخير إلا بقدر ما تنتجه لهم عقيدة التقية والطمع في الأخذ منهم والمداجاة لهم. ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي (وهو إمامهم الثاني عشر) الذي هو حي الآن (بزعمهم) وينتظرون خروجه -أي ثورته ليثوروا معه- وإذا ذكروه في كتبهم يكتبون في جانب اسمه حرفي "عج" أي "عجل الله فرجه". عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة، وسيحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامه -وعلى رأس الجميع أبو بكر وعمر فمن بعدهما- فيحاكمهم على اغتصابهم الحكم منه، ومن آبائه الأحد عشر إماما -لأن الحكم في الإسلام حق لهم وحدهم من الله منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم -وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم فيأمر بقتل وإعدام كل خمسمائة معاً حتى يستوفي في قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة، ثم بعد موت من يموت وإعدام من يعدم يكون البعث الأكبر للمحشر ثم إلى الجنة أو النار. الجنة لآل البيت والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد والنار لكل من ليس بشيعي، والشيعة يسمون هذا الإحياء والمحاكمة والقصاص باسم (الرجعة)، وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد. وقد رأيت من طيبي القلب من يزعم أن أمثال هذه العقيدة قد عدل عنها الشيعة في العصور الأخيرة، وهذا خطأ كبير مخالف للواقع . من التشيع إلى الشيوعية والشيعة من أيام الدولة الصفوية إلى الآن متمسكون بهذه العقائد أكثر مما كانوا قبل ذلك، وهم الآن إما مؤمنون بكل ذلك، أو متعلمون تعليماً عصريا، انحرفوا به عن هذه الخرافات إلى الشيوعية، فالشيوعية في العراق وحزب تودة في إيران يتألف من أبناء الشيعة الذين تبينت لهم أساطيرها، فأصبحوا شيوعيين بعد أن كانوا شيعة، وليس فيهم حزب وسط، إلا من يتظاهر بالتقية لمآرب مذهبية أو دبلوماسية أو حزبية أو شخصية ويضمر غير الذي يتظاهر به، ولأجل أن تعلم عقيدة (الرجعة) من كتبهم المعتبرة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف عندهم باسم (الشيخ المفيد) في كتابه (الإرشاد في تأريخ حجج الله على العباد) ص398-402. وهو مطبوع على الحجر في إيران طبعة قديمة، لم يذكر تأريخها، ولكنها طبعت على خط محمد علي محمد حسن الكلبابكاتي، روى الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي الكوفي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله (يعني جعفر الصادق) ينادي باسم القائم (أي إمامهم الثاني عشر الذي يزعمون إنه ولد منذ أكثر من أحد عشر قرناً، ولم يمت بعد لأنه سيقوم ويحكم) ينادي باسمه في ليل ثلاث وعشرين ويقوم في يوم عاشوراء لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبريل عن يمينه ينادي: البيعة لله، فتسير إليه الشيعة من أطراف الأرض تطوى لهم طيا حتى يبايعوه. وقد جاء الأثر بأنه يسير من مكة حتى يأتي الكوفة فينزل على نجفا ثم يفرق الجنود منها في الأمصار. وروى الحجال عن ثعلبة بن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه السلام (أي محمد الباقر) قال: كأني بالقائم عليه السلام على نجف الكوفة وسار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، والمؤمنين بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد. وروى عبد الكريم الجعفي قال: قلت لأبي عبد الله (يعني جعفر الصادق) كم يملك القائم عليه السلام؟ قال سبع سنين. تطول الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم هذه. قال له أبو بصير: جعلت فداك فكيف يطول الله السنين؟ قال يأمر الله الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطراً لم ير الخلائق مثله فينبت الله لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين ينفضون شعورهم من التراب. وروى عبد الله ابن المغيرة عن أبي عبد الله (أي جعفر الصادق) عليه السلام قال: إذا قام القائم من آل محمد أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة أخرى فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات. قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟! (وإنما استغرب ذلك لأن الخلفاء الراشدين وبني أمية وبني العباس وسائر حكام المسلمين إلى زمن جعفر الصادق لا يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد) قال جعفر الصادق: نعم، منهم ومن مواليهم. وفي رواية أخرى: إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا مَلَكْنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء. وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله قال : إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط، يعلم فيها القرآن على ما أنزل(1) فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم (أي على ما حفظه الناس من المصحف العثماني كما هو في زمن جعفر الصادق لأنه يخالف فيه التأليف). وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد حكم الناس بحكم داود "؟؟؟". وروى الفضل بن عمر، عن أبي عبد الله قال: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى "؟؟؟" وسبعة من أهل الكهف ويوشع ابن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً؟. وهذه النصوص منقولة بالحرف، وبكل أمانة من كتاب عالم من أعظم علمائهم وهو الشيخ المفيد، مروية بأسانيدهم المكذوبة -بلا شك- على آل البيت الذين كان من أكبر مصائبهم أن يكون هؤلاء الكذابون خاصة شيعتهم، وكتاب المفيد مطبوع في إيران ونسخته الأثرية محفوظة وموجودة. الحاشيــة 1- ولماذا لم يفعل ذلك جده علي بن أبي طالب مدة ولايته الخلافة؟ فهل حفيده الثاني عشر أوفى منه للقرآن والإسلام؟؟ عقيــدة الرجعــة ولأن عقيدة (الرجعة) محاكمة حكام المسلمين هي من عقائد الشيعة الأساسية، كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى، مؤلف كتاب (أمالي المرتضى) وهو أخو الشريف الرضي الشاعر، وشريكه في تزوير الزيادات على (نهج البلاغة)، ولعلها أكثر من ثلث الكتاب وهي التي فيها تعريض بالصحابة وتحامل عليهم فقال السيد المرتضى المذكور في كتابه (المسائل الناصرية): إن أبا بكر وعمر يصلبان يومئذ على شجرة في زمن المهدي (أي إمامهم الثاني عشر الذي يسمونه قائم آل محمد) وتكون تلك الشجرة رطبة قبل الصلب فتصير يابسة بعده. تفكيرهم لم يتغير إن أعلام الشيعة وأحبارهم في جميع العصور واقفون هذا الموقف المخزي من صاحبي رسول الله ووزيريه أبي بكر وعمر ومن سائر أعلام الإسلام وخلفائه وحكامه وقادته ومجاهديه وحفظته . وقد سمعنا داعيتهم الذي كان قائما على دار التقريب، وينفق عليها يزعم لمن لم يتسع وقته لدراسة هذه الأمور أن هذه العقائد كانت في الأزمان السالفة وأن الحالة تغيرت الآن. وهذا الزعم كذب وغش فالكتب التي تدرَّس في جميع معاهدهم العلمية تدرِّس هذا كله وتعتبره من ضروريات المذهب وعناصره الأولى، والكتب التي ينشرها علماء النجف وإيران وجبل عامل، في زماننا هذا شر من مؤلفاتهم القديمة وأكثرها هدماً لأمنية التقريب والتفاهم . ونضرب المثل لذلك برجل منهم ما فتئ يعلن في صباح كل يوم ومسائه أنه داعية للوحدة والتقريب وهو الشيخ محمد ابن محمد مهدي الخالصي، الذي له أصدقاء كثيرون في مصر، وغيرها ممن يدعون إلى التقريب، ويعملون له بين أهل السنة. فإن هذا الداعية إلى التقريب والتفاهم نفى عن أبي بكر وعمر حتى نعمة الإيمان وقال في كتابه (إحياء الشريعة في مذهب الشيعة) الجزء الأول صفحة 63-64:"وإن قالوا إن أبا بكر وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم في القرآن (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) أو عن الذين بايعوك لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع ولكن لما قال (لقد رضي الله عن "المؤمنين" إذ يبايعونك فلا دلالة فيه على الرضا إلا عمن محض الإيمان).؟!. ومعنى ذلك أن أبا بكر وعمر لم يمحضا الإيمان فلا يشملهما رضا الله !..وقد تقدم قبل هذا ما قاله النجفي مؤلف كتاب "الزهراء" عن عمر بن الخطاب وأنه مبتلى بمرض لا يشفيه منه إلا ماء الرجال!!، فهذان عالمان شيعيان معاصران لنا ومن أصحاب الدعوى الطويلة العريضة في الغيرة على الإسلام والمسلمين والحرص على ما فيه صلاحهما ومصلحتهما، فإذا كان هذا ما يقررانه في مؤلفاتهما العصرية المطبوعة والمنشورة عن عقيدتهما في أبي بكر وعمر وهما خير المسلمين بعد رسول الله أو على الأقل من خير المسلمين في تاريخ الإسلام. فأي أمل يرجوه أمثالنا في التفاهم والتجاوب للتقريب بين المذاهب؟! وهل هؤلاء كلهم إلا طابور خامس في قلعة المسلمين؟!. وحينما ينزلون بأصحاب رسول الله والتابعين لهم بإحسان وجميع حكام المسلمين بعدهم إلى هذه الدركة المخزية مع أن هؤلاء هم الذين أقاموا صرح الإسلام وأوجدوا هذا العالم الإسلامي؛ فإنهم يزعمون لأئمتهم ما يتبرأ منه أولئك الأئمة، وقد سجل الكليني في كتاب (الكافي) نعوتاً وأوصافاً للأئمة الاثني عشر ترفعهم من منزلة البشر إلى منازل معبودات اليونان، في العصور الوثنية، ولو شئنا أن ننقل ذلك عن (الكافي) وكتبهم الأخرى المعتبرة عندهم في الدرجة الأولى لملأ ذلك مجلداً ضخماً، لذلك نكتفي بنقل عناوين الأبواب فقط بنصها وبالحرف عن كتاب (الكافي)، منها: "باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل"، و"باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم". و "باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنهم لا يخفى عليهم شيء". و"باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب يعرفونها على اختلاف ألسنتها" و"باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة،وأنهم يعلمون علمه كله". و"باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء". و"باب أن الأئمة إذا ظهر أمرهم حكم بحكم داود!؟!؟ وآل داود؟!؟! ولا يسألون البينة". و"باب أنه ليس شيء من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل"، و"باب أن الأرض كلها للإمام"(1). الحاشيــة 1-انظر الكافي ص225-407. الغيب للأئمــة وبينما يدّعون لأئمتهم الاثني عشر ما لا يدعيه هؤلاء الأئمة لأنفسهم من علم الغيب، وأنهم فوق البشرية فإنهم -أي الشيعة- ينكرون على النبي صلى الله عليه وسلم ما أوحى الله به إليه من أمر الغيب، كخلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار. وقد سجلت ذلك مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب في القاهرة إذ نشرت في عددها الرابع من السنة الرابعة صفحة 368 بقلم رئيس المحكمة العليا الشرعية الشيعية في لبنان، ويعدونه من ألمع علمائهم العصريين، مقالاً عنوانه: (من اجتهادات الشيعة الإمامية) نقل فيه عن مجتهدهم الشيخ محمد حسن الأشتياني أنه قال في كتابه (بحر الفوائد) ج1 ص267: أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أخبر عن الأحكام الشرعية أي مثل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس -يجب تصديقه والعمل بما أخبر به وإذا أخبر عن الأمور الغيبية مثل خلق السماوات والأرض والحور والقصور فلا يجب التدين به بعد العلم به (أي بعد العلم بصحة صدوره عن الرسول صلى الله عليه وسلم ) فضلاً عن الظن به. فيا لله العجب !! يكذبون على الأئمة فينسبون إليهم علم الغيب ويؤمنون بذلك، مع أن نسبة ذلك إلى الأئمة ليست قطعية الثبوت، ويستبيحون لأنفسهم عدم وجوب التدين بأخبار الغيب التي صحت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو قطعي الدلالة، كالآيات والأحاديث الصحيحة في خلق السماوات والأرض وصفة الجنة والنار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما صح صدوره عنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . والذي يقارن بين ما نسبوه لأئمتهم، وبين ما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الغيبيات يتبين له أن ما ثبت من ذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن والأحاديث المتواترة والصحيحة لا يبلغ جزءاً يسيراً مما زعمته الشيعة للأئمة الاثني عشر من علم الغيب بعد انقطاع الوحي الإلهي عن الأرض وجميع رواة الغيبيات عن الأئمة الاثني عشر معروفون عند علماء الجرح والتعديل، من أهل السنة بأنهم كانوا كذبة، لكن أتباعهم من الشيعة لا يأبهون لذلك، ويصدقونهم فيما رووه من الغيبيات عن الأئمة . في حين أن مجلة (رسالة الإسلام) التي تصدرها دار التقريب وقاضي محكمتهم الشرعية العليا في لبنان ومجتهدهم (محمد حسن الأشتباني) يصفقون ويهللون لدعوى عدم وجوب تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من الأمور الغيبية ويريدون أن يحصروا مهمة الرسالة المحمدية في مسائل نواقض الوضوء وأحكام الحيض والنفاس وأشباهها من الفروع الفقهية بينما هم يرفعون مرتبة أئمتهم في الأمور الغيبية فوق مرتبة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنه هو الذي كان يوحى إليه وهم لم يدعوا لأنفسهم الوحي، ولا ندري أي تقريب يمكن أن يكون بيننا وبينهم بعد ذلك؟!. التملـق والنفـاق ومما لوحظ في جميع أدوار التأريخ على جماهير الشيعة ومواقف خاصتهم وعامتهم من الحكومات الإسلامية أن أي حكومة إسلامية إذا كانت قوية وراسخة يتملقونها بألسنتهم عملاً بعقيدة "التقية" ليمتصوا خيراتها ويتبوؤا مراكزها فإذا ضعفت أو هوجمت من عدو انحازوا إلى صفوفه وانقلبوا عليها. هكذا كانوا في أواخر الدولة الأموية، عندما ثار على خلفائها بنو عمهم العباسيون، بل كانت ثورة العباسيين عليهم بتسويل الشيعة وتحريضهم ودسائسهم. ثم كانوا في مثل هذا الموقف الإجرامي مع دولة بني العباس أيضاً عندما كانت مهددة باجتياح هولاكو، والمغول الوثنيين لخلافة الإسلام وعاصمة عزه، ومركز حضارته وعلومه . فبعد أن كان حكيم الشيعة وعالمها النصير الطوسي ينظم الشعر في التزلف للخليفة العباسي المعتصم ما لبث أن انقلب في سنة 655هـ محرضا عليه، ومتعجلاً نكبة الإسلام في بغداد، وجاء في طليعة موكب السفاح هولاكو، وأشرف معه على إباحة الذبح العام في رقاب المسلمين، والمسلمات أطفالاً وشيوخاً ورضي بتغريق كتب العلم الإسلامية في دجلة حتى بقيت مياهها تجري سوداء أياما وليالي من مداد الكتب المخطوطة التي ذهب بها نفائس التراث الإسلامي من تأريخ وأدب ولغة وشعر وحكمة. فضلاً عن العلوم الشرعية ومصنفات أئمة السلف من الرعيل الأول التي كانت لا تزال موجودة بكثرة إلى ذلك الحين وقد تلفت مع ما تلف من أمثالها في تلك الكارثة الثقافية التي لم يسبق لها نظير. خيانات العلقمي وابن أبي الحديد وقد اشترك مع شيخ الشيعة النصير الطوسي في ارتكاب هذه الخيانة العظمى زميلان له أحدهما : وزير شيعي، وهو محمد بن أحمد العلقمي، والآخر: مؤلف معتزلي أكثر تشيعاً من الشيعة وهو عبد الحميد ابن أبي الحديد، اليد اليمنى لابن العلقمي، وقد عاش عدواً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بما شحن به شرحه الخبيث لكتاب نهج البلاغة من الأكاذيب التي شوهت تأريخ الإسلام. ولا يزال ينخدع بها من يجهلون حقائق ماضي الإسلام، ودخائله حتى من أذكياء أفاضلنا ومؤلفينا ..إن ابن العلقمي الذي قابل بالخيانة والغدر، تسامح الخليفة المستعصم وكرمه باتخاذه إياه وزيراً له، نزع به عرق الخيانة واللؤم بما جزى به إحسان من أحسن إليه. ولا تزال الشيعة إلى هذه العصور المتأخرة تتلذذ بالشماتة وتتمتع بالعداوة للإسلام بما حل به في نكبة هولاكو، ومن شاء فليقرأ ترجمتهم للنصير الطوسي في جميع كتب التراجم التي ألفوها وآخرها (روضات الجنات) للخونساري، فهو مليء بمدح السفاحين والخونة والشماتة بما وقع يومئذ للإسلام، والتشفي من ضحايا تلك النكبة من خاصة وعامة، والسرور بما جرى من الذبح العام للمسلمين والمسلمات حتى الأطفال والشيوخ مما يخجل أن يظهر سروره به أعدى الأعداء وأقسى الوحوش قلباً. الشيعة تخالف المسلمين في الأصول وليس فقط في الفروع لقد طال هذا الموضوع مع الحرص على اختصاره والاقتصار فيه على النصوص المقتطفة، من أوثق الكتب الشيعية، ولنختمه بنص آخر يتعلق بموضوع التقريب ليعلم كل مسلم إمكان التقريب بين أبناء الطوائف والمذاهب الأخرى واستحالته مع الشيعة على الخصوص وذلك اعترافهم الصريح الآتي بيانه : (روضات الجنات) صفحة 579 من الطبعة الثانية بطهران سنة 1367هـ ترجمته المطولة للنصير الطوسي، أن من جملة كلامه الحقيقي الرشيق والصادر عن مصدق الحق والتحقيق قوله في تعيين الفرقة الناجية من الفرق الثلاث والسبعين وأنها الإمامية قال: "إني اعتبرت جميع المذاهب ووقفت على أحوالها وفروعها فوجدت من عدا الإمامية مشتركة في الأحوال المعتبرة في الإيمان، وإن اختلفوا في أشياء يتساوى إثباتها ونفيها بالنسبة إلى الإيمان، ثم وجدت أن الطائفة الإمامية يخالفون الكل في أحوالهم، فلو كانت فرقة ممن عداهم ناجية لكان الكل ناجين، فدل على أن الناجي هو الإمامية لا غير". قال الخونساري : وقال السيد نعمة الله الموسوي -بعد نقله لهذه العبارة "تحريره: أن جميع الفرق مطبقون على أن الشهادتين وحدهما مناط النجاة، تعويلا على قوله صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة". أما هذه الفرقة الإمامية فهم مجمعون على أن النجاة لا تكون إلا بولاية أهل البيت إلى الإمام الثاني عشر، والبراءة من أعدائهم (أي من أبي بكر وعمر إلى آخر من ينتمي إلى الإسلام- من غير الشيعة حكاماً ومحكومين) فهي مباينة لجميع الفرق في هذا الاعتقاد، الذي تدور عليه النجاة". وقد صدق الطوسي والموسوي والخونساري ...وكذبوا. صدقوا في أن فرق المسلمين متقاربة في الأصول، ومختلفة في الأمور الثانوية، ولذلك يمكن التفاهم والتقارب بين الفرق المتقاربة في الأصول، ويستحيل هذا التفاهم مع الشيعة الإمامية لأنها تخالف جميع المسلمين في أصولهم ولا ترضى من المسلمين إلا بأن يلعنوا الجبت والطاغوت أبا بكر وعمر فمن دونهم إلى اليوم، وبأن يتبرءوا من كل من ليس شيعياً حتى آل البيت من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم اللائى صاهره عليهن ذو النورين عثمان بن عفان والأموي الشهم النبيل العاص بن الربيع الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم على منبر المسجد النبوي على ملأ من جميع المسلمين لما أراد علي أن يتزوج بنت أبي جهل ويجعلها ضرة لبنت ابن عمه فاطمة، فشكت ذلك إلى أبيها. وأن تشمل البراءة الإمام زيد بن علي "زين العابدين" ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب، وسائر آل البيت الذين لم ينضووا تحت لواء الرافضة في عقائدهم الملتوية التي منها ادعاء أن القرآن محرف، وقد زعموا ذلك في جميع عصورهم وطبقاتهم على ما نقله عنهم وسجله لهم نابغتهم العزيز عليهم، الحبيب إلى قلوبهم الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي اقترف جناية كتابة كل سطر منه في جانب قبر الصحابي الجليل أمير الكوفة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه الذي تزعم الشيعة أنه قبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. : أن نلعن معهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نبرأ من كل من ليس على دينهم حتى بنات رسول الله والصفوة المباركة من ذريته وفي طليعتها زيد بن زين العابدين ومن على قدمه في استنكار منكرات الرافضة. وهذا هو الجانب الصادق من النص المنقول عن النصير الطوسي، وتبعه فيه السيد نعمة الله الموسوي، وميرزا محمد باقر الموسوي الخونساري الأصبهاني، ولا يخالفهم فيه شيعي واحد من المتجاهرين بالتقية أو المتخفين بها. وأما الذي كذبوا فيه فهو ادعاؤهم أن مجرد النطق بالشهادتين هو مناط النجاة في الآخرة، عند غير الشيعة من المسلمين، ولو كانت لهم عقول أو معرفة لعلموا أن الشهادتين عندنا عنوان الدخول في الإسلام، وقائلها -حتى ولو كان حربياً- يصير معصوم الدم والمال في الدنيا أما النجاة في الآخرة فبصحبة الإيمان وأن للإيمان-كمال قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز-: "فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان". وليس منها حتى التصديق بوجود ثاني (عشرهم) فإنه شخصية موهومة نسبت كذباً "للحسن العسكري" الذي مات عن غير ولد وصفّى أخوه "جعفر" تركته على أنه لا ولد له، وللعلويين سجل مواليد يقوم عليه نقيب في تلك الأزمان لا يولد منهم مولود إلا سجل فيه، ولم يسجل فيه للحسن العسكري ولد، ولا يعرف العلويون المعاصرون للحسن العسكري أنه مات عن ولد ذكر، ولكن لما مات الحسن العسكري عقيماً وقفت سلسلة الإمامة عند أتباعهم الإماميين، رأوا أن المذهب مات بموته وأصبحوا غير إماميين لأنهم لا إمام لهم. انشقاق النصيرية وحكاية السرداب فاخترع لهم شيطان من شياطينهم يسمّى : "محمد بن نصير" من موالي بني نمير فكرة أن للحسن ولداً مخبوءًا في سراديب بيت أبيه(1)، ليتمكن هو وزملاؤه من الاحتيال على عوام الشيعة، وأغنيائهم بتحصيل الزكاة منهم باسم إمام موجود، وليواصلوا الادعاء كذباً أنهم إمامية، وأراد أن يكون هو (الباب) للسرداب الموهوم بين الإمام المزعوم وبين شيعته ويتولى جمع أموال الزكاة، فخالفه زملاؤه من سائر شياطين هذه المؤامرة وأصروا على أن يكون (الباب) رجل زيات، أو سمان له دكان على باب بيت الحسن العسكري، وكان أهل بيت الحسن وأبيه يأخذون منه حاجتهم المنزلية. فلما وقع هذا الاختلاف انفصل عنهم صاحب الاختراع وأسس مذهب النصيرية المنسوب إليه، وكان زملاؤه يريدون أن يجدوا حيلة لإظهار ثاني عشرهم المزعوم، وأن يتزوج ليكون منه ولد وأحفاد يتولون الإمامة، ويستمر بهم مذهب الإمامية، ولكن تبين أن ظهوره سيدعوا إلى التكذيب به من نقابة العلويين، وجميع العلويين، وبني عمومتهم من خلفاء بني العباس، وأمرائهم، فزعموا أنه بقي في السرداب، وأن له غيبة صغرى، وغيبة كبرى إلى آخر هذه الأسطورة التي لم يسمع مثلها ولا في أساطير اليونان، ويريدون من جميع المسلمين الذين أنعم الله عليهم بنعمة العقل أن يصدقوا هذه الأكذوبة ليتسنى التقريب بينهم وبين الشيعة وهيهات هيهات ! إلا أن يتحول العالم الإسلامي كله إلى "مارستان" لمعالجة الأمراض العقلية، والحمد لله على نعمة العقل فإنها مناط التكليف، وهي بعد صحة الإيمان أجلّ النعم وأكرمها. الحاشيـة 1-وسرداب بيت أبيه -إن كان فيه سرداب- كانوا هم مبعدين عنه، ولا حق لهم بدخوله لأنه في يد جعفر أخي الحسن العسكري، وهو يقرر أنه ليس للحسن العسكري ولد، لا في داخل السرداب الموهوم ولا خارجه. ولاء المسلميـن إن المسلمين يوالون كل مسلم صحيح الإيمان، ويدخل في ذلك صالحوا آل البيت بغير حصر في عدد معين، وفي مقدمة صفوة المؤمنين الذين يوالونهم : العشرة الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. ولو لم يكن للشيعة من أسباب التكفير إلا مخالفتهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن هؤلاء العشرة من أهل الجنة لكفى. وكذلك يوالي المسلمون سائر الصحابة الذين قام الإسلام، والعالم الإسلامي على أكتافهم، ونبت الحق والخير في تربة الوطن الإسلامي بدمائهم، وهؤلاء هم الذين كذبت الشيعة على علي وأبنائه فزعمت أنهم أعداء لهم، وقد عاشوا مع علي أخوة متحابين متعاونين، وما أصدق ما وصفهم به الله عز وجل، في سورة الفتح 29 من كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فقال فيهم عزّ من قائل: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) وقوله في سورة الحديد: (ولله ميراث السماوات والأرض، لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى).وهل يخلف الله وعده؟! وقال فيهم في سورة آل عمران: (كنتم خير أمة أخرجت للناس). الحب والمودة بين الخلفاء الراشدين إن من محبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لإخوانه الثلاثة الخلفاء قبله، أن سمّى أبناءه بعد الحسنين وابن الحنفية بأسمائهم، فمن أولاد علي بن أبي طالب ولد سمّاه (أبا بكر) وآخر سمّاه (عمر) وثالث سمّاه (عثمان)، وزوّج ابنته أم كلثوم الكبرى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعد شهادته تزوجها ابن عمها محمد بن جعفر ابن أبي طالب فمات عنها فتزوجها أخوه عون ابن جعفر فماتت عنده، وعبد الله ابن جعفر ذي الجناحين ابن أبي طالب سمّى أحد بنيه باسم أبي بكر، وسمّى ابناً آخر له باسم (معاوية)، ومعاوية هذا -أي ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب- سمى أحد بنيه باسم (يزيد) لأنه كان يعلم أن يزيد كانت سيرته صالحه (!) كما شهد له بذلك محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب. لماذا نتبرأ منهم؟ فلو كانت البراءة التي يطالبنا بها الشيعة الآن ثمنا للتقريب بيننا، وبينهم تتناول من يريدون منا أن تتناوله لكان مخطئاً إمامهم الأول علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في تسمية أولاده أبا بكر وعمر وعثمان ولكان أكثر خطأً بتزويجه بنته من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكان محمد بن الحنفية كاذباً في شهادته ليزيد لما جاءه عبد الله بن مطيع داعية ابن الزبير وزعم له أن يزيد يشرب الخمر، ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب. فقال له محمد بن علي بن أبي طالب (كما جاء في البداية والنهاية8:233): ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة..فقال له ابن مطيع والذي معه: إن ذلك كان منه تصنعاً لك. فقال: "وما الذي خاف مني، أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا". قال إنه عندنا لحق، وإن لم نكن رأيناه. فقال لهم :" أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) ولست من أمركم في شيء"..الخ. فإذا كان هذا ما يشهد به ابن علي بن أبي طالب ليزيد، فأين هذه الحقيقة مما يريده الشيعة منا أن نكون عليه مع أبيه ومع من هم خير جميع خلق الله؟ أعني أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمر بن العاص وسائر أعلام الصحابة، الذين حفظوا لنا كتاب الله وسنة رسوله وأوجدوا لنا هذا العالم الإسلامي الذي نعيش به وله. إن الثمن الذي يطالبنا به الشيعة للتقريب منهم ثمن باهظ نخسر معه كل شيء ولا نأخذ به شيئاً والأحمق من يتعامل مع من يريد منه أن يرجع عنه بصفقة المغبون. إن الولاية، والبراءة التي قام على أساسها الدين الشيعي على ما قرره النصير الطوسي، وأيده نعمة الله الموسوي والخونساري لا معنى لها إلا تغيير دين الإسلام، والعداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام. . انشقاق الإسماعيلية عنهم إن الإسماعيلية مثلهم، ويخالفون المسلمين في مثل ما تخالفهم فيه الشيعة الإمامية إلا في تعيين بعض أسماء أهل البيت الذين يوالونهم . فالإمامية توالي كل الذين يواليهم الإسماعيليون إلى جعفر الصادق، ويفترقون بعده فالإمامية توالي موسى بن جعفر ومن تسلسلوا عنه. والإسماعيلية توالي إسماعيل بن جعفر فمن تسلسل عنه، والغلو الذي جنحت إليه الإسماعيلية من إسماعيل فمن بعده قد حسدتها عليه الإمامية من أيام الدولة الصفوية. فانحدرت في هوته بأيدي المجلسي وأعوانه والمسؤولين عنهم، فبعد أن كان غلاتهم في العصور السالفة أقلية، صاروا بعد ذلك في هذا اليوم كلهم غلاة بلا استثناء . وقد اعترف بذلك أكبر علمائهم في الجرح والتعديل آية الله المامقاني في كل ترجمة كتبها للغلاة الأقدمين منهم فأعلن في كل موضع تناول به هذا البحث من كتابه الكبير بأن ما كان به الغلاة الأقدمون غلاة أصبح الآن عند جميع الشيعة الإمامية من ضروريات المذهب، إذا فالغلو الذي كانت تفترق به الإسماعيلية عن الشيعة الإمامية صاروا به سواء لا فرق بينهما إلا في الشخصيات التي يؤلهها كل منهم، ويرفعها فوق منزلة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أراد الإمامية بلسان محمد حسن الأشتياني أن يبيحوا عدم تصديقه صلوات الله وسلامه عليه فيما صح عنه من أمور الغيب كخلق السماوات والأرض، وصفة الجنة النار، بينما ينسبون إلى أئمتهم وإلى ثاني عشرهم الموهوم ما يرفعهم إلى مرتبة آلهة اليونان. إن استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول كما اعترف به وأعلنه النصير الطوسي، وأقره عليه نعمة الله الموسوي وباقر الخونساري، ويقره كل شيعي . وإذا كان هذا في زمن النصير الطوسي فهو من زمن باقر المجلسي إلى الآن أشد وأفظع. ومما لا ريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب ولذلك ضحت وبذلت لتنشر دعوة التقريب في ديارنا، وأبت وامتنعت أن يرتفع له صوت أو تخطى في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية، أو أن نرى أثراً له في معاهدها العلمية، ولذلك بقيت الدعوة إليه من طرف واحد، كما أشرنا إلى ذلك في صدر هذا المقال، فكانت هذه الدعوة كأسلاك الكهرباء التي لا يلتقي سالبها بموجبها، ولا موجبها بسالبها . ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثاً كعبث الأطفال ولا طائل تحته، إلا إذا تركت الشيعة لعنأبا بكر وعمر، والبراءة من كل من ليس شيعياً من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، وإلا إذا تبرأت الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين، لأن هذا كله بغي على الإسلام، وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه؛ فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه فستبقى منفردة وحدها بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين، ومنبوذة من جميع المسلمين . وهنالك حقيقة أشرنا إليها فيما مضى من هذا المقال إشارة خاطفة وهي : أن الشيوعية التي تفاقمت في العراق وبحزب تودة في إيران أكثر مما كان لها من أثر في سائر العالم الإسلامي هي وليدة التشيع، فالشيوعيون في ذينك القطرين من صميم أبناء الشيعة، وقد وجدوا المذهب الشيعي عريقاً في الخرافات والأوهام والأكاذيب التي لا تعقل فكفروا به، ووجدوا أمامهم منظمات شيوعية ذات دعاة، ولها كتب بمختلف اللغات وهي تسير على أساليب علمية اقتصادية وغيرها في الدعوة فوقعوا في أحابيلها. ولو أنهم عرفوا الدين الإسلامي بفطرته، وتعلموه سليماً من غير طريق التشيع لعصمهم ذلك عن السقوط في هذه الهوة. فتنة البابية ولما قامت فتنة "الباب" في إيران قبل أكثر من مائة سنة، وادعى علي محمد الشيرازي أنه باب المهدي المنتظر، ثم ترقى به الأمر، وادعى أنه هو المهدي المنتظر، وصار له أتباع من الشيعة الإيرانيين اختارت الحكومة الإيرانية يومئذ أن تنفيه إلى أذربيجان لأنها مباءة السنيين من أهل المذهب الحنفي، ولكونهم سنيين فيهم مناعة من الانحدار بهذه السخافات، والخرافات المنتزعة من جذور الشيعة فيسهل انخداع الشيعة بها، والاستجابة لدعوة الباب بسببها، ولم تقم بنفيه إلى بلد شيعي لأن من طبيعة المذهب الشيعي قبول أهله لهذه الأوهام، وكثير منهم أتباع الرجل، وتتسع دائرة الفتنة فكما كانت الخرافات الشيعية سبباً لانتشار ما يوافقها في القرن الماضي من مزاعم البابيين، والبهائيين كذلك هي الآن سبب آخر لرد الفعل بين المتعلمين من أبناء الشيعة الذين تيقظوا؛ لأن هذه العقائد سخيفة، ولا يليق بأهل العقول تصديقها فارتدوا عنها إلى دعوة الشيوعية التي رحبت بهم واحتضنتهم فكان لها منهم بالعراق وإيران أنصار أكثر مما تيسر لها في البلاد الإسلامية السنية. هذا ما اتسع المقام لعرضه؛ قياماً بما أخذه الله على المسلمين من النصح لله، ورسوله، وخاصة المسلمين وعامتهم والله يحفظ دينه وملته وكياننا الإسلامي الأعظم من هدم الهدامين، وكيد الكائدين إلى يوم الدين |
#2
|
|||
|
|||
|
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | الأقسام الرئيسية | مشاركات | المشاركة الاخيرة |
هل اذى الامامية الاثنى عشرية أحد فرق الشيعة الصحابة والناس و النبي الأكرم محمد (ص) ؟؟؟ | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-16 08:57 PM |
نظرة في واقعه رزية قذارة ونجاسة دين الامامية الاثنى عشرية احد فرق الشيعة بإعترافهم | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-03-09 02:46 AM |
صحاح الامامية الاثنى عشرية احد فرق الشيعة ومراجعهم سعد بن عبادة جاحد كافر مرتد ولهذا بتر الله عمره | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-29 02:28 AM |
شيوخ وأعلام الامامية الاثنى عشرية الشيعة يحاكمون سعد بن عبادة ويحكمون بردته ويعتقدون بأن الجن قتله | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-02-23 08:20 PM |
اخبار الامامية الاثنى عشرية التي كلها من الاسرائيليات وضيعوا دينهم بشهادة علماء الشيعة | ابو هديل | الشيعة والروافض | 0 | 2020-01-15 08:36 PM |