فالضر والنفع من الله وحده، وليس للأنواء والأيام والليالي وغيرها تأثير في ذلك، والشيعة تخالف هذا بدعواها أن في بعض الأيام شؤمًا لا تقضى فيه الحاجات.
قال أبو عبد الله: "لا تخرج يوم الجمعة في حاجة، فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك" [من لا يحضره الفقيه: 1/95، وسائل الشيعة: 8/253].
وقال:
"السبت لنا، والأحد لبني أمية" [من لا يحضره الفقيه: 2/342، وسائل الشيعة: 8/253].
وقال:
".. فأي يوم أعظم شؤمًا من يوم الاثنين.. لا تخرجوا يوم الاثنين واخرجوا يوم الثلاثاء"
[من لا يحضره الفقيه: 1/95، الروضة: ص314، المحاسن: ص347، وسائل الشيعة: 8/254،
وانظر: الخصال: 2/26].
وقال أبو عبد الله:
"لا تسافر يوم الاثنين ولا تطلب فيه حاجة"
[المحاسن: ص346، وسائل الشيعة: 8/255].
وقال: "آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر"
[الخصال: 2/27، وسائل الشيعة: 8/257].
وقال أمير المؤمنين علي -كما يفترون-: "يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء،
ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس، ويوم الخميس
يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح"
[علل الشرائع: ص199، الخصال: 2/28 عيون الأخبار ص137، وسائل الشيعة: 8/258].
وثمة أحاديث أخر عندهم بهذه المعاني، ومثل هذا النوع قد ذكره علماء الحديث من أهل السنة في كتب الموضوعات:
انظر: ابن الجوزي/ الموضوعات: ص71-74، ابن عراق/ تنزيه الشريعة المرفوعة: 2/53-56، الشوكاني/ الفوائد المجموعة: ص 437-438).
ومن مجموع هذه الروايات يتبين أن الجمعة، والأحد، والاثنين، والأربعاء أيام فيها شؤم ذاتي فلا يناسب قضاء الحاجات فيها.
ولكن تلحظ أن الرواية الأخيرة اعتبرت يوم الاثنين يوم سفر وطلب، وهذا يخالف ما مضى من روايات، ولذلك حمل شيخهم الحر العاملي هذا على التقية [وسائل الشيعة: 8/258].
فعلى هذا كل هذه الأيام الأربعة أيام مشئومة فلم يبق أمام الشيعي من وقت للعمل من الأسبوع سوى أيام ثلاثة
المصدر:
البينة