جديد المواضيع |
للإعلان هنا تواصل معنا > واتساب |
منتدى السنة | الأذكار | زاد المتقين | منتديات الجامع | منتديات شباب الأمة | زد معرفة | طريق النجاح | طبيبة الأسرة | معلوماتي | وادي العرب | حياتها | فور شباب | جوابى | بنك أوف تك |
|
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اضطهاد الأفغان من قبل نظام ولاية الفقيه
ما بين إيران والأفغان ثارات قديمة خلفتها حروب ومجازر عديدة، دارت بينهما على مدى عهود الممالك الصفوية والإفشارية، ويبدو أن الزمان عجز عن محو آثارها من ذاكرة الطرفين، لا سيما الإيرانيين، الذين مازالت عقدة سقوط الدولة الصفوية على يد الأفغان الغلزائيين (1722-1729م) بقيادة الأمير محمود الأفغاني تؤجج مشاعر قادة إيران، وتثير فيهم نار الغضب الطائفي والعنصري التي لم تتمكن مجازر نادر شاه أفشار (النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري القرن الثامن عشر الميلادي) ضد الأفغان من إطفائها، لهذا بقيت حالة الكراهية تحكم نظرة حكام إيران للأفغان، الذين رغم فظاعة المجازر التي تعرضوا لها على يد إسماعيل الصفوي ونادر شاه ومن تبعهم من حكام بلاد فارس، بقوا محافظين على هويتهم القومية وخصوصيتهم المذهبية السنية، وعجز الإيرانيون عن تحويلهم لتابعين لهم. تسبب الاحتلال السوفيتي لأفغانستان (1979- 1989) إلى هجرة أفغانية جماعية لإيران، حيث فتحت حدودها للمهاجرين واحتضنت العديد من جماعات المجاهدين بهدف استخدامهم ورقة في علاقاتها مع الاتحاد السوفيتي الذي كانت بحاجة ماسة لسلاحه في حربها مع العراق، وكانت إيران كلما أرادت التقرب من موسكو ضغطت على الأفغان للحد من نشاطهم، وإذا أرادت الضغط على موسكو فتحت حدودها للمجاهدين لتصعيد عملياتهم ضد القوات السوفيتية، وفي تلك المرحلة كانت مخيمات المهاجرين الأفغان داخل الأراضي الإيرانية هي من يدفع ثمن هذه المتاجرة السياسية؛ حيث كان المهاجرون يتعرضون لأقسى الظروف المعيشية. وقد شهدت بعض مخيماتهم ظروفًا قاسية لا تقل عن قسوة ظروف معسكرات الاعتقال التي أقامها النازيون في الحرب العالمية الثانية لليهود والشيوعيين والسلاف وغيرهم. بعد انتهاء الاحتلال السوفيتي سعى كثير من المهاجرين الأفغان إلى العودة لبلادهم، لكن السلطات الإيرانية التي كانت تتلقى المساعدات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مقابل استضافتها للأفغان، منعت سكان بعض المخيمات من العودة كي لا تفقد العملة الصعبة التي كانت بحاجة لها من جهة، ومن جهة أخرى كان اشتعال الحرب بين الجماعات الأفغانية قد أوجد حاجة إيرانية جديدة لهؤلاء المهاجرين، حيث يتم تجنيد الشباب والرجال في صفوف الجماعات الأفغانية الموالية لإيران بشكل قسري، وتبقى عوائلهم من النساء والأطفال شبه رهائن داخل مخيمات الهجرة. كان الشارع الإيراني هو الآخر ينظر إلى الأفغان نظرة دونية ويعاملهم بشكل مزرٍ للغاية، حيث كان الأفغان الذين استطاعوا الوصول إلى المدن الإيرانية الرئيسة بحثاً عن العمل لتحسين ظروفهم المعيشية والهروب من التطوع الإجباري في صفوف الجماعات المتقاتلة، يتلقون معاملة قاسية جداً من قبل الشارع الإيراني، فقد ارتكبت جرائم مختلفة ضد هؤلاء الأفغان، ليس أقلها عدم إعطائهم أجور الخدمة وممارسات غير إنسانية أخرى. في عام 1998م شهد أحد مخيمات اعتقال المهاجرين الأفغان المسمى (سفید سنك) والواقع قرب مدينة مشهد في إقليم خراسان انتفاضة ضد الظروف القاسية والإجراءات التي كانت تمارس ضد سكان المخيم لإجبارهم على التطوع في قوات ما كان يسمى “تحالف الشمال” لمحاربة حكومة طالبان، وقد قامت السلطات الإيرانية باستخدام القوة المفرطة لإخماد تلك الانتفاضة إلى حد استخدام الطائرات المروحية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 أفغاني، بينهم العديد من النساء والأطفال دفنوا في مقبرة جماعية. هذه المجزرة وغيرها من الأحداث الدامية الأخرى التي تعرضت لها مخيمات المهاجرين الأفغان في إيران، دفع بفنانين وإعلاميين ومؤرخين أفغان لتوثيقها على شكل أفلام وكتب ومسلسلات تلفزيونية، وقد لقيت هذه الخطوة دعماً من سياسيين وبرلمانيين وزعماء قبليين ودينيين أفغان. وكان آخر ما أنتج في هذا الإطار فيلم يصور مجزرة مخيم (سفید سنك)، يمثل دور البطولة فيه داوود عظیمی، أحد أبرز الناجين من تلك المجزرة، إضافة إلى عدد من الممثلين الأفغان الذين عاشوا في إيران وشاهدوا معاناة أبناء جلدتهم عن قرب. يضاف إلى ذلك صدور كتاب عام 2009م يؤرخ لمعاناة الأفغان في إيران، ويقدم وثائق ومستندات عن مجزرة راح ضحيتها خمسة آلاف سجين أفغاني تم دفنهم أحياء في مقبرة جماعية، وقد استضافت إحدى القنوات التلفزيونية الأفغانية آنذاك اثنين من الصحافيين المؤلفين لهذا الكتاب. الحديث عن معاناة مخيمات المهاجرين الأفغان في إيران لا يدركها إلا الأحوازيون الذين عاشوا حياة مرارة مخيمات التهجير في بعض المدن الإيرانية الرئيسة كمشهد وشيراز واصفهان وغيرها، والتي حدثت على إثر الحرب الإيرانية ضد العراق، حيث لم تشفع لهم إيرانيتهم ولا شيعيتهم في التخلص من مرارة تلك المخيمات وأسلوب الإذلال الذي كان يمارسه ضدهم من قبل القائمين على تلك المخيمات. إن عمليات ارتكاب المجازر وممارسة سياسة إذلال بحق الأفغان في إيران بقيت بعيدة عن أنظار العالم والرأي العام العربي والإسلامي، ولو تم كشف المزيد منها فمن المؤكد أنها سوف تساهم في إيضاح الصورة الحقيقية للنظام الإيراني الذي يحاول من خلال الشعارات والفبركة الإعلامية والتلبس بالدين التستر على جرائمه المرتكبة بحق أبناء أهل السنة وعرب الأحواز وسائر الشعوب غير الفرسية في إيران، وكذلك كشف زيف ادعاءاته وشعاراته (الإسلامية الوحدوية) الخداعة. صباح الموسوي
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله: من أحب أبابكر فقد أقام الدين، ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل، ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله، ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. [align=center][/align] |
أدوات الموضوع | |
|
|