فصل خطير في التعاون بين إسرائيل و شيعة العراق

[روكانه]

فصل خطير في التعاون بين إسرائيل و شيعة العراق

هذا التوافق العجيب بين الإعلان الكاذب لأحد صحف إسرائيل عن لقاء بين مسئولين إسرائيليين و هيئة علماء المسلمين في العراق مع اتهام الهيئة لمنظمة بدر الشيعية بذبح و قتل علماء السنة و غيرهم من الأفراد لا يجب أن يمر مرور الكرام و يجب أن نقف عنده وقفة بل وقفات .
ففي يوم الثلاثاء 17 مايو اتهمت هيئة علماء المسلمين، أكبر المراجع السنية في العراق، حكومة إبراهيم الجعفري، بممارسة إرهاب الدولة ضد أهل السنة في العراق.
وقال الشيخ مثنى الضاري المتحدث باسم الهيئة إن هناك صمتا بدون مبرر يمكن أن يفسر على أنه موافقة ضمنية لما يفعله الجنود العراقيون من انتهاكات بحق السنة، مضيفاً أن السنة يواجهون حالة من إرهاب الدولة وإرهاب الأجهزة الأمنية مستخدمين صفتهم الرسمية لتحقيق أغراضهم الخاصة، إن الجنود قاموا بحملة غزو للمساجد واعتقالات على مدى اليومين الماضيين.
وأضاف أن الإعدام الجماعي وحملة المداهمات والاعتقالات بمدينة الشعب وحي أور شمال شرق بغداد التي جرت خلال اليومين الماضيين على يد أفراد من القوات العراقية أو من لواء الذئب التابع لوزارة الداخلية والمختص بالقضاء على الإرهاب هو نمط من أنماط إرهاب دولة.
وكانت الشرطة العراقية وشهود العيان قد أكدوا العثور على 15 جثة في مدينة الشعب ذات الأغلبية السنية وحي أور، حيث وجدت 8 جثث ملفوفة الرأس بشريط لاصق، وقد أعدم أصحابها رميا بالرصاص في مقبرة جماعية بمدينة الشعب المحاذية لمدينة الصدر، كما عثر على 7 جثث أخرى خلف جامع الفردوس، وهو جامع للسنة العرب في حي أور، وقد أعدمت رميا برصاصات في منطقة الرأس أيضا.
وقالت هيئة علماء المسلمين في بيان لها إن الجثث التي عثر عليها تعود لعراقيين قامت قوات الأمن العراقية باعتقالهم، خلال مداهمات جرت في مدينة الشعب، واغتيل فيها الشيخ حميد مخلف الدليمي إمام جامع الأرقم، واعتقل فيها الشيخ حسن النعيمي إمام وخطيب جامع الشهيد يوسف في مدينة الشعب، ووصفت الهيئة هذه الأفعال بـإرهاب المؤسسات الأمنية.
وأوضح الضاري أن عمليات الإعدام قد شملت مدينة المدائن جنوب شرقي بغداد، حيث تم اكتشاف 9 جثث غير معروفة الهوية يوم الاثنين، وتضرب قوات الحرس الوطني والشرطة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكية الطوق على المدينة. أورد الناطق باسم هيئة علماء المسلمين أن هناك وقائع انتهاك للمصاحف.
وفي يوم الأربعاء 18 مايو صعدت الهيئة اتهاماتها و حددت الجهة المنفذة لأول مرة بصراحة شديدة حيث اتهم الشيخ حارث سليمان الضاري أمين عام هيئه علماء المسلمين في العراق، فيلق بدر الشيعي [الجناح العسكري لما يسمى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق] بالوقوف وراء اغتيالات علماء الدين السنة وخدم المساجد والمصلين ببغداد ومحافظات الجنوب.
و قال الشيخ الضاري في مؤتمر صحفي : إن الهيئة قد تبين لها بالشكل والدليل القاطع وقوف جماعة بدر وراء اغتيال العلماء وأهل السنة في بغداد والمحافظات الجنوبية، خاصة بعد يوم أمس الثلاثاء حيث اعترفت وزارة الداخلية العراقية المعينة من قبل الاحتلال بالأمر صراحة عن طريق شكرها لعناصر فيلق بدر على مشاركتهم القوات العراقية في حملة الاعتقالات والقتل لأهل السنة بدعوى أنهم إرهابيون فيما جاء الرد عاجلاً على الفور من أحد قياديي بدر نافيًا تلك التهمة واصفًا أنها باطلة من أساسها.
وكانت الهيئة قد طالبت باستقالة وزيري الداخلية والدفاع على الفور بسبب تواطئهم وسكوتهم عن مقتل العديد من أبناء السنة يوميًا على يد عناصر بدر الموالي للاحتلال.
و بعدها مباشرة كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اجتماع بين مسئولين إسرائيليين مع مثنى حارث الضاري بناء على طلب حارث الضاري وبوساطة قطرية، و قد تم اللقاء في نادي رجال الأعمال لأحد فنادق قطر المشهورة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الأربعاء 18 مايو ان مثنى الضاري طلب من المسئول الإسرائيلي عقد صفقة تقوم بموجبه هيئة علماء السنة و التي تمثل قطاعا كبيرا من سنة العراق تقوم بالتنازل عن مطالبتها بجدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق مقابل إقصاء الشيعة عن الحكم وتسلم الحصة الكبرى من الحكم .
وسوف تحصل إسرائيل كذلك على وعد خطي باعتراف الهيئة الكامل بالكيان الإسرائيلي وإقامة العلاقات الطبيعية و السماح للشركات الإسرائيلية للاستثمار في العراق وذكرت معاريف ان المسئول الإسرائيلي بدأ من خلال الحكومة الإسرائيلية الاتصال بالولايات المتحدة للتنسيق معها بشأن الاقتراح الذي قدمه مثنى الضاري.
و عند التأمل في تواريخ هذه الحوادث يجد الآتي أن هيئة علماء المسلمين التي تمثل بدرجة كبيرة العرب السنة في العراق قد اتهمت لأول مرة بضلوع النظام العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة بدرجة كبيرة بالاعتداء السافر على أهل السنة و جاء هذا التصريح يوم الثلاثاء 17 مايو و في اليوم التالي الأربعاء 18 مايو جاء النشر الإسرائيلي من صحيفة معاريف باللقاء الذي تم بين حارث الضاري و مسئول إسرائيلي و في نفس اليوم صعدت الهيئة اتهاماتها حيث ذكرت منظمة بدر الشيعية المسلحة لأول مرة بأنها المسئولة و يوم الخميس 20 مايو نشرت الصحيفة معاريف الإسرائيلية تفاصيل مهمة أكثر مما نشرته في اليوم الذي قبله عن الاجتماع الذي تم في قطر بين مسئول إسرائيلي كبير و مثنى حارث الضاري حيث قالت ان مثنى الضاري ذهب إلى حدود لم يتجرأ أي زعيم عربي التقى أو فاوض مسئولين إسرائيليين سابقا حيث طرح فكرة الشراكة و حتى ذكر تشكيل إتحاد مع إسرائيل في المستقبل يضم دول عربية بحيث تكون عاصمة الاتحاد العربي الإسرائيلي هي القدس وليس تل أبيب.
وقالت الصحيفة ان المسئول الإسرائيلي قال من جانبه انه معجب جدا بشخصية مثنى الضاري حيث اثبت انه أشجع بكثير من السادات وانه يطمح ووالده حارث الضاري على الوحدة والتكامل في مشروع عربي كبير مع الدولة العبرية و قال ان بالعقل اليهودي و بترول العراق والسعودية ودول الخليج سوف يكون الاتحاد العربي الإسرائيلي في موقع منافس للاتحاد الأوربي.
بالطبع الذي يعرف الهيئة جيدا و يعرف شيوخها و رجالها و مواقفهم و تضحياتهم و جهودهم ليدرك لأول وهلة كذب الإدعاءات الإسرائيلية و أنها جاءت في سياق مناصرة للحليف الشيعي و أن هذه ليس هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذه الاتصالات :
ففي الرابع من مايو 2003 نشرت صحيفة الحياة اللندنيّة أنّ الجلبي صُنع عبر المخابرات الإسرائيليّة الموساد، بعد بداية موفّقة مع موظّف بوزارة الدفاع الإسرائيليّة، ثمّ وصول نافذ إلى الاستخبارات العسكريّة، حتّى نال توصية الجهات الأمنيّة في إسرائيل، لنظيراتها في الولايات المتحدة، من أجل احتضان الجلبي ورعايته، وهذا ما حصل في عهد رئيس السي.آي.إيه السابق جيمس وولسي.وفي أمريكا أفادت التوصية الإسرائيليّة في تمويل نشاط حزبه السياسي، بـ4 ملايين دولار، انطلق بعدها اسمه بفضل التسهيلات وفتح الدهاليز المغلقة من أصحاب المناصب الأمريكيّة العليا.
وتقول جريدة عراقية أن أحمد الجلبي زار إسرائيل عدة مرت والتقى فيها افرايم هاليفي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ويدعي أحمد الجلبي بأنه خريج المدرسة اليهودية و في عام 1990 التقى الجلبي مع داني روتشيل رئيس دائرة البحوث في سلاح الاستخبارات الإسرائيلية في مكتب الجلبي في لندن وبحثا موضوع جمع المعلومات عن مصير أسرى إسرائيليين مفقودين في العراق.
و ما فضيحة الألوسي القائد الكبير في حزب الجلبي الذي زار إسرائيل علانية ثم كانت مسرحية فصله من الحزب و ذنبه الوحيد أنه زار إسرائيل علنا و لم يزرها سرا .
و الكل يعلم مدى النفوذ الذي بات يتمتع به الجلبي حاليا في الوزارة العراقية بزعامة الجعفري و يعده المراقبون هو الرئيس الفعلي لمجلس الوزراء بعد أن أبدت الولايات المتحدة استعدادها لفتح صفحة جديدة معه .
و بعد تولي الحكومة الجعفرية الحكم تواردت الأنباء عن غزو منظم للسلع الإسرائيلية بكثافة إلى الأسواق العراقية .
كل هذا يثبت العلاقة المصلحية و الإستراتيجية من التحالف الشيعي العراقي و إسرائيل حيث يهم إسرائيل في المقاوم الأول تثبيت نظام حكم يضمن إلغاء العراق كدولة من صف المعادين للوجود اليهودي و هذا لا يتأتى في نظرها إلا بحكم الشيعة الذين يكون الحقد على أهل السنة الذين كانوا دائما خنجرا في قلب إسرائيل و مصدر التهديد الحقيقي لوجودها.

[احمد المصري]

و ما الجديد في ذلك الا خت الفاضله فالمحتل الان للعراق امريكي و اكثر من20% من الجيش الامريكي يهود و قد حرم مراجع الشيعة الجهاد ضد الجيش الامريكي في العراق اي ضد اليهود